صاروخ (صقر 358) الإيراني يستهدف المُسَيَّرات الإسرائيلية والأميركية
الكاتب: عوديد يارون.
صاروخ (صقر 358) الإيراني يستهدف المُسَيَّرات الإسرائيلية والأميركية
هاآرتس – HAARETZ (الإسرائيلية)
الكاتب: عوديد يارون.
التلخيص:
هاجم حزبُ الله مُسَيَّرات للجيش الإسرائيلي، باستخدام صواريخ إيرانية متقدمة، كما أُسقِطت مُسَيَّرات أميركية في اليمن سابقًا.
يُعَدُّ الصاروخ المعروف باسم: (صقر 358) صاروخًا مضادًا للطائرات، يجمع بين قدرات مُسَيَّرة انتحارية، وصاروخ أرض – جو، ويستخدمه أنصار الله في اليمن، والفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق، وحزب الله في لبنان.
كُشِف عن الصاروخ (صقر 358) أول مرة في اليمن، عام 2019؛ إذ استولت البحرية الأميركية على شحنة أسلحة إيرانية كانت متجهة إلى أنصار الله، واستولت البحرية الأميركية على شحنات أُخَر في السنين (2020، 2022)، كما عُثِر سنة 2021، على صاروخ (صقر 358) قرب قاعدة أميركية في العراق، وذُكِر في مصادر مختلفة، أنَّ صاروخ (صقر 358) استُخدِم لإسقاط مُسَيَّرة أميركية نوع (Scan Eagle) فوق اليمن، في حزيران 2021.
زعم حزبُ الله، قبل زُهاء شهر، أنه أسقط مُسَيَّرة إسرائيلية، لكن، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخ حزب الله، مع ذلك، فحص تال عنبار (الخبير في مجال المُسَيَّرات والصواريخ)، صور بقايا الصاروخ التي عُثِر عليها في لبنان، وأكد لصحيفة (هاآرتس) أنَّ البقايا الموجودة في تلك الصور كانت بالفعل لصاروخ (صقر 358).
أعلن حزب الله، في 18 تشرين الثاني، أنه أصاب مُسَيَّرة إسرائيلية أُخرى، ونشر مقطعًا مصورًا للعملية؛ إذ أظهر المقطع المصور مُسَيَّرة إسرائيلية نوع (هرمز 450) وهي تُصاب بصاروخ، لكن، دون انفجار، وفي ضوء ما قاله فابيان هينز (الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية): «يتوافق المقطع المصور كثيرًا، مع تأثير صاروخ (صقر 358)، دون انفجار رأسه الحربي».
نشر أنصارُ الله في اليمن، هذا الشهر، مقطعًا مُصورًا لإسقاط مُسَيَّرة أميركية نوع (MQ-9 Reaper)، وأظهر تحليل المقطع المصور، أنَّ المُسَيَّرة أُسقِطت بصاروخ (صقر 358)، كما أكدت أميركا أنَّ إحدى مُسَيَّراتها أُسقِطت قبالة سواحل اليمن.
صاروخ (صقر 358)، هو صاروخ إيراني فريد من نوعه، حيث يُعَدُّ صاروخًا مُتسكعًا مضادًا للطائرات، مصمَّمًا لمهاجمة الطائرات، وليس الدبابات أو الأهداف الأرضية، وفي ضوء ما ذُكِر في منشورات مختلفة؛ يمكنه التحليق على ارتفاعات تربو على (10) كم، ويبلغ مداه الأقصى (100) كم، زيادة على ذلك، أظهر المقطع المصور الذي نشره أنصار الله في اليمن، أنَّ صاروخ (صقر 358)، لا يتطلب بنية تحتية رئيسة، ويمكن إطلاقه من حامل حديدي بسيط، مثبَّت على الأرض، أو على شاحنة.
مع أنَّ الخبراء الأميركيين وخبراء الأمم المتحدة، عرضوا أدلة كثيرة على تورط إيران في تطوير الصاروخ، إلا أنَّ أنصار الله في اليمن زعموا أنهم طوروا الصاروخ محليًا، ومع ذلك، كُشِف أول مرة عن الصاروخ في طهران، في أيلول، عندما كان سيرغي شويغو (وزير الدفاع الروسي) يزور البلد لشراء أسلحة إيرانية، زيادة على ذلك، زار علي خامنئي (المرشد الأعلى لإيران) مُجمعًا لصناعة الأسلحة، حيث عُرِضت عليه نسخة أكثر تقدمًا من صاروخ (صقر 358) وأكبر، ويصل مداها إلى (150) كم.
يُطلَق صاروخ (صقر 358) من الأرض دون تحديد هدف مُحدَّد بالرادار مسبقًا، حيث يوفر قفل الرادار إنذارًا متقدمًا للطائرة المُستهدَفة، كما (تُضيء) أزرار قاذفات الصواريخ، ما يجعل الصاروخ هدفًا سهلًا؛ لذا، يُطلَق صاروخ (صقر 358) على منطقة قريبة من منطقة وجود الطائرة المُستهدَفة، باستخدام دافع يعمل بالوقود الصلب، وبعد أن ينفصل؛ يبدأ المحرك النفاث لصاروخ (صقر 358) -الذي صنعته شركة (AMT) الهولندية- بالعمل، ثم يبدأ الصاروخ بالبحث عن هدفه، ويثبته باستخدام جهاز استشعار بصري موجود في رأسه الباحث.
زُوِّد صاروخ (صقر 358) بمُستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، تُمكِّن رأسه الحربي -الذي يزن عدة كيلوغرامات- من الانفجار قرب الهدف وتدميره بالشظايا، حتى لو لم يكن للصاروخ تأثير قاصد في الهدف، وتتميز صواريخ (صقر 358) بسرعة منخفضة تقريبًا، خلافًا للصواريخ التقليدية المضادة للطائرات، وهي غير قادرة على اعتراض الطائرات المقاتلة ذات السرعة العالية. قال مسؤولون عسكريون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز، إنَّ الصاروخ يمثل تهديدًا خاصًا للمُسَيَّرات والمروحيات، وقال تال عنبار (الخبير في مجال المُسَيَّرات والصواريخ)، إنَّ الصاروخ مزود كذلك بعدد من هوائيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، المصممة لمساعدته في التغلب على أنظمة التعتيم، بما في ذلك الأنظمة التي تستخدمها إسرائيل.