أحياء الأتفاق النووي تقويض للعلاقات وتحقيق للمصالح ،،؟؟
بقلم : حسام الحاج حسين / كاتب ومحلل سياسي لبناني
يشكل الأتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة بكل حيثياته كابوس مزمن بالنسبة لإسرائيل .وهي احدى اهم ادوات تقويض العلاقات بين أمريكا و إسرائيل ،،!
نتنياهو يقول في مذكراته ((أوباما لم يكن لديه سياسة خارجية سيّئة فحسب، بل كان لديه حقدٌ” تجاه إسرائيل))،
وأن ماذكر في كتاب المذكّرات الذي نشره عام 2022 هي الأقسى من رئيس وزراء إسرائيلي أتجاه رئيس أميركي في التاريخ ،،!!!!
يدق الحديث عن العودة للأتفاق النووي اسفين الفرقة بين واشنطن وتل ابيب كلما صرح البيت الأبيض من خلال المسؤولين عن فرصة انعقاد لقاء بين الجانبين الإيراني والأمريكي للعودة الى الأتفاق النووي تزداد الفجوة بينهم .
وتعرب القيادة السياسية في إسرائيل وكذلك وسائل الأعلام العبرية عن خيبة آملها لمايحدث ،،!! وان واشنطن لاتستمع لصرخات الإسرائيليين ، وان الأدارة الديمقراطية الحالية هي امتداد لأكثر الأدارات معاداة لإسرائيل الا وهو اوباما ،،!
وقد نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالا تحت عنوان: “في إسرائيل يخشون: لم تعد لدينا قدرة التأثير على الولايات المتحدة في موضوع إيران”، تحدث فيه عن خوف لدى الحكومة الإسرائيلية من أنّ “رافعات الضغط التي استُخدمت في الماضي في محاولة التأثير على التفاهمات المتبلورة في الملف النووي لم تعد ذات صلة في الاتصالات المتقدمة هذه الأيام” ،،!
ومما أثار الخشية في المداولات الداخلية الإسرائيلية هو أنه سيكون من الصعب جداً على إسرائيل حشد معارضة حقيقية في الكونغرس لمنع التفاهمات مع إيران، وأنه ستجد صعوبة في التأثير أيضًا على مواقف دول أوروبية في ما يخصُّ الاتصالات مع طهران ،،،!!
كما تقول هاآرتس ،،!
في عام ٢٠١٥ سعت إسرائيل بكل قوتها السياسية والأعلامية والأستخباراتية من التأثير على مضمون الأتفاق النووي لكنها فشلت ،،! فانتقلت الى التلاعب بالموارد البشرية للمفاوضيين الأمريكيين من خلال الأتصال بهم فردا فردا لمعرفة نقاط الضعف والقوة التي ستكون في ذات الأتفاق النووي .
لكنها ايضا لم تنجح وحاولت مرة ثالثة مع الدول الأوروبية المشاركة لكن المصالح الإستراتيجية بينها وبين الدول الأوروبية الأعضاء في المفاوضات لاتلتقي تحت اي ظرف ،،!!
تحاول إسرائيل في ظل حكومة جو بايدن التأثير على محاولات الأدارة الأمريكية العودة الى الاتفاق النووي ،،! وتذهب الى شيطنة حتى اعضاء الفريق المفاوض وكان على رأسهم روبرت مالي التي تعتبرة تل ابيب نذير سؤم لإسرائيل لانه مهندس الأتفاق النووي مع إيران الضار بالدولة العبرية ،،!! وكان مالي قد انتقد إسرائيل في وقت سابق من انها تقوض المصالح الأمريكية لحساب مصالحها واحتياجاتها الأمنية ،،!
ومن جانب أخر تقوم وسائل أعلام إسرائيلية من خلال مصادر مخابراتية اجنبية بتسريب معلومات وبنود الأتفاق النووي الجديد ،،!
وفي أواخر حزيران ،٢٠٢٣ اشتكى مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان لنظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي من أنّ إسرائيل تُسرّب تفاصيل بشأن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، وفق ما أورد موقع “والا” الإسرائيلي…!!!
مازالت مساعي واشنطن في العودة الى الأتفاق النووي ممكننا خصوصا بعد عقد لقاءات غير مباشر بين الطرفين في اكثر من عاصمة عربية ،،!
وايضا مايتسرب من الصحافة الغربية والعبرية لها وقع حقيقي على مستقبل العلاقات بين واشنطن وتل ابيب في ظل حكومتين متناقضتين وهما حكومة ( بايدن و نتنياهو ) ،،!
وفي احدث تصريح لوزير الخارجية الأمريكي بخصوص الاتفاق النووي قال انتوني بلينكن لسي إن إن: عملنا بشكل مكثف لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا العودة للاتفاق النووي لكن إيران لم تحسم أمرها.
أن أي اتفاقية نوقعها مع إيران يجب أن تحقق أهدافنا الأمنية وتلبي مصالحنا،،!
إيران بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لخفض التصعيد والتوترات التي سببتها على جبهات عدة ،،!!
وعلى الصعيد الأخر كانت تاتي الرسائل من طهران عبر الوسطاء او التصريحات التي عبر عنها المسؤلون الإيرانيون وكان علي أكبر صالحي قد صرّح في مقابلة له (( لقد أصبحت الفجوة الآن أصغر بين إيران والغرب. لم يعد الغرب هو الغرب السابق وإيران لم تعد إيران السابقة، سواءً من حيث السياسة أو الأمن أو الجيش أو النفوذ في المنطقة، أو من حيث الصناعة والتكنولوجيا. بعد كل شيء، لقد تغيّرت إيران كثيرًا ويمكنها الدخول في مفاوضات معقولة ومتوازنة مع الغرب ))
ان عودة الطرفين الى الأتفاق النووي سيخدم مصالح البلدين ،،!! وسيتضرر قسم كبير من الاعبيين الدوليين والأقليميين ومنهم إسرائيل وروسيا ،،!! إن التخلّي عن سياسة التوازن الإيرانية والاكتفاء بالشرق دفع الروس والصينيين إلى التحدث بجرأة عن وحدة أراضي إيران والتشكيك في السيادة الوطنية لإيرانية، من دون القلق من استخدام إيران للأدوات الدبلوماسية التي كان تستخدمها في السابق ،،!
وفي النتيجة ستكون العلاقات بين واشنطن وتل ابيب في اسوء مراحلها عبر التاريخ وذلك بفضل العودة للأتفاق النووي اذا حدث ،،!!!