الحرب النفسية هي الحرب التي تستهدف معنويات الانسان المستهدف وزعزعة وضعه النفسي والمعنوي ، واختلف المتخصصون في مبناها اللغوي ،فمنهم من يطلق عليها حرب الاعصاب ،او الحرب الباردة ، او الحرب الدعائية، لكنهم اتفقوا على انها شكل من اشكال الصراع الذي يستهدف الخصم واضعاف معنوياته وتوجيه فكره وعقيدته وآرائه ، واحلال افكار اخرى محلها مخالفة تخدم العدو ، ان الحرب النفسية غالبا ماتستخدم في دعم العمليات العسكرية، او الحرب السياسية، وهي اي فعل يمارس وفق اساليب نفسية لأستثارة رد فعل نفسي في الآخرين .
ومراحل الحرب النفسية تنطلق عادة من خلال تهويل وتضخيم اخطاء المستهدف بقصد احداث حالة من فقدان الثقة بين القاعدة وقياداتها وهذا مايحصل في العراق في السنوات الاخيرة والهدف هو اضعاف الجبهة الداخلية .
ولكي تقي نفسك من اضرار هذه الحرب عليك ان لاتصدق الشائعات او تساهم في نشرها بل اجعلها تنتهي عندك ، ولاتساعد في حبك المؤامرات وافتعال الازمات وارفض عمليا عوامل التفرقة التي تشتت ابناء المجتمع الواحد وعليك ان تثق بقدراتك النفسية واجعلها عصية على الهزيمة بمساعدة عوامل التوكل على القوة المطلقة الايمانية ، من خلال الايمان بالله الذي يراقب وينصر من ينصره، وعليك ان لاتهزم وارفع من روحك لان الاستسلام للشائعات اول خطوة للهزيمة.
ان الحرب النفسية تعتبر حرب العصر ، حيث انها حرب تغيير السلوكيات والقناعات وميدانها ليس الفرد وانما تستهدف مجتمعات باكملها ،وهي من اخطرالاسلحة ، وبما ان الدول العدوة لايسعها دائما تحمل التكاليف الباهضة لحرب عسكرية ، لذلك توجهت للغزو الروحي الذي يحقق الهدف دون خسائر كبيرة مع رفض شعوبها بالزج بأبنائها في اتون الحروب المشتعلة ،لذلك انشأوا مكاتب تابعة لاجهزة الاستخبارات شغلها الشاغل التخطيط ووضع استراتيجيات لهذا النوع من الحروب ،فالحرب النفسية هي مقدمة للحرب العسكرية ، مثلما حصل في الحرب ضد العراق ،فتم اطلاق الترسانة الاعلامية، تمهيدا للغزو لاحقا ، ومن خصائص الحرب النفسية انها تدار في الخفاء وبغرف مظلمة، وباشراف خبراء لهذا الغرض، والشعب العراقي كان ولايزال منذ عقود ضحية هكذا حرب قذرة ، استهدفت عقل ونفسية ومشاعر المواطن العراقي ، وساعد على نجاح هذه الحرب ما حصل من تقاعس في انقاذ البلاد من وضعه البائس ، ولم يقم المتصدون في استثمار النصر الكبير ضد داعش الخرافة، ومرد ذلك هو اختلاف الرؤى والاهداف والاساليب التي انتهجها وينتهجها الطيف السياسي الحاكم بكل تنوعاته ، وافكاره ،لذلك نرى ان الشارع يصدق بكل تهمة او اشاعة دون التحقق من مدى صدقها وساعد على انتشارها الانفتاح الذي وفرته قنوات التواصل الاجتماعي، دون رادع قانوني ، ولعب اعداء العراق في الداخل دورا كبيرا في تشويه كل شي لدرجة ، تسويق سنوات القهر والظلم والجوع والحصار والخوف ،على انه زمن جميل مع الاسف !
ان الخلاص من التقهقر النفسي والفكري يتطلب نهضة شاملة وصادقة للوقوف بوجه عوامل الانحراف المفاهيمي الذي بدا ينتشر بحيث وصل للسخرية حتى من الرموز الكبيرة والمخلصة في حياة هذا الشعب الكريم ، حيث التهم توجه لاهل التضحية والايمان وتشويه سمعة الذين قدموا ارواحهم فداء للعراق وشعبه واستقلاله وكرامته ، وقد لعب ايتام صدام دورا كبيرا في تكرار مفاهيم وافكار عفى عليها الزمن ، واخطرها هو نعت المجاهدين الاصلاء بالذيول او التبعية مع انهم من العرب الاقحاح والعراقيين الاصلاء وخصوصا اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام حيث نسمع كلمة ذيل تطلق من الابواق الخبيثة ضد كل شيعي في البلاد ، ان ارجاع الحق الى نصابه هو التبيين والتصدي بشراسة ضد المتقولين والحاقدين، والعملاء الذين يبثون سمومهم لدرجة وصفهم داعش الخرافة بأنها صناعة شيعية !! ولعمري ان هذا الرأي يضحك الثكلى ويعبر عن تخبط وغباء صارخ، ورغم ذلك تلوكه الالسن التافهه دون تفكر ،
ان العدو واضح المعالم واجنداته معلومة المصادر وان وعد الله بهزيمة اعداء الحق واقعة لامحالة عندها سنتلوا جميعا قوله تعالى ( جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا )