شكلت الحرب الصهيونية العدوانية على الشعبين الفلسطيني واللبناني والمدعومه أمريكيًّا وغربيًّا ولأكثر من عام رصدها للعديد من النتائج الكبيرة التي جاءت بعكس مخططات الامريكان والصهاينة، ليغوصوا في مستنقعات كثيرة اضعفتهم عسكريآ واغرقتهم إقتصاديآ وسياسيآ واجتماعيآ، فاصبحوا في إرتباكات ومتاهات غير قادرين على إتخاذ القرارات، لتخلق لهم تراكمات الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها من جبهات محور المقاومة معضلات كبيرة أدت بعضآ منها موخرآ إلى نشأة معظم النزاعات الداخلية وأحدثت عدة تغيرات في اعلى المناصب القيادية للجيش، فمن استبدال وزير الدفاع ووزير الخارجية كلها عواصف ما كانت لها لتحدث إلا لأسباب تاثيرات سابقة خلخلت الثقة بين قادة الجيش والحكومة وسيتبعها المزيد من الهزات العظيمة لتغيرات شاملة من شأنها ستزلزل باركان كيان الإحتلال.
أدت مختلف العواصف المتلاحقة والخسائر الفادحة التي تعرض لها الكيان الى جعل قادته تائهين انعدمت لديهم البدائل و الأوراق والتي قد يجعلوها بنظرهم بدايات إنطلاق جديدة لتحقيق أهدافهم التي عجزوا عن تحقيقها على مدار أكثر من عام، ومن أخذهم للانتظار لاعتلاء ترامب سدة الحكم بداية العام القادم جعلها ورقة قد يحققوا منها الأهداف، وهم بذلك يكررون فشلهم ليستمروا في ارتكابهم للمجازر بحق سكان القطاع ولبنان حتى ذلك الحين مع وضوح كامل لنفاذ لكل بنك اهدافهم العسكرية للقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فلا نجحت أمريكا مع رميها بكل ثقلها لدعم الكيان عسكريآ وسياسيآ وماليآ والتي بسببها ما كان للكيان القدرة على الاستمرار عسكريآ، وكلها مجرد احلام وأوهام صهيونية لما سيضيفه القادم ترامب ويخلقه من انتصار في ظل ثبات وصمود أسطوري للمقاومة وعنوانه الوحيد والدائم هو الإسناد المتواصل من جبهات المحور حتى يتم إيقاف الحرب على غزة ولبنان المؤكدة بالقرار الثابت من قبل الجيش اليمني وجميع فصائل وحركات المقاومة الإسلامية.
محور المقاومة الإسلامية يدرك كل الإدراك أنه لا جدوى من كل ما يجري من حوارات أو انها تترقب للحلول القادمة من هنا أو هناك فهي جاعلة الميدان هو الأساس الذي سيبنى من خلاله كافة المراحل القادمة لوضعها حلول وفق شروطها، معتمدة في ذلك على علمها الأكيد بان شكل النظام الأمريكي والدوله العميقة يتوغل فيها اللوبي الصهيوني فهو من يحدد سياسات الدولة وهو الذي يشكل الأساس لرسمها، وأن كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة عبارة عن منفذة لكل ما هو موضوع من مخططات وبرامج، فهي صهيونية الولاء والثبات مهما تغير رأسها سوءآ كانت ديمقراطية أو جمهورية.
ومن هنا فالإدارة الأمريكية الجديدة هي مجرد إكمال للأهداف ولمنافع وخدمات لسابق ثابت موجود اتخذته لصالح الصهاينة سابقآ بنقلها لسفارتها للقدس بما عرف بصفقة القرن ونجاحها لإقامة علاقات التطبيع الإسرائيلية مع كلآ من الإمارات والبحرين والمغرب، وهي في الطريق الآن لتكملة مشوار التطبيع وفرضه مع دول عربية اخرى وفي مقدمتهم السعودية، فالاهداف الأمريكية معروفة ولا يمكن أن يعول عليها لمساعي إيقاف الحروب في المنطقة، فهي تجعل من الصفقات مشاريع لاتمام إنجاز الأهداف التي يصعب على الصهاينة تحقيقها بقوة السلاح، وهو ما تدركه قوى محور المقاومة الذين ينظرون إلى الميدان المكان الوحيد لجعل الصهاينة يصرخون لطلب إيقاف الحرب.
تتصاعد التخبطات الصهيونية من خلال افشالهم لكل المساعي الرامية للوصول الى اتفاقات من شأنها توقف الحرب المستمرة في قطاع غزة ولبنان، فهم يروجون بإنهاء لعملياتهم البرية في لبنان والتي فشلت فشلآ ذريعا، وأحيانا أنهم سيبقون عليها في تصاعد حتى ينضج إتفاق سياسي، وهنا يتضح انتظارهم المقصود والحثيث حتى يتسلم ترامب للإدارة الأمريكية لتحقيق مكاسب عجزوا عن تحقيقها بقوة السلاح وانقاذهم من تورطهم في حرب خاسرة دخل عامها الثاني.