مركزية العراق في الاتفاقية الإيرانية – الصينية ومشروع الحزام والطريق
بقلم : حازم أحمد فضالة
فوجئنا بكلام لأحد العاملين في إعلام قناة (iNEWS) الفضائية اسمه (حسام الحاج)، وهو يتندَّر من خطوة النائب سعود الساعدي عن حركة حقوق، في مجلس النواب؛ التي كان قد جمع بها خمسين توقيعًا نيابيًا؛ لإلزام الحكومة بتفعيل الاتفاقات مع الصين أو التعاقد، أو (الاتفاقية)… على وفق (قانون عقد المعاهدات رقم (35) سنة 2015)، أو الدستور في المادة (61-رابعًا) التي نصَّت على: (تنظم عملية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يسن بأغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب.) أو الدستور في المادة (73-ثانيًا) من صلاحيات رئيس الجمهورية التي نصَّت على: (المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بعد موافقة مجلس النواب ،وتعد مصادقًا عليها بعد مضي خمسة عشر يومًا من تاريخ تسلمها.)
نقول فوجئنا ليس استغرابًا من أسلوب العامل في الإعلام هذا، وليس لأنه لم يذكر لنا مادة دستورية أو قانونية واحدة! لكن على جرأته في الخوض في ملفات خارجية إستراتيجية، ووصل بالحديث عن الوضع الجيوسياسي!
من أجل ذلك، نقدم هذا الموضوع الأولي، وبعده نعرض ماذا يقول العملاق الآسيوي الثاني، عن موقع العراق من مبادرة الحزام والطريق الإستراتيجية:
سبق أن أعلنت إيران، اتفاقية مع الصين عنوانها: (اتفاقية 25 عامًا: إيران – الصين)، في: 27-آذار-2021، ذُكرِ بها العراق بالاسم أو ضمنًا، في المواقع الآتية من الاتفاقية:
1- المادة السابعة: التعاون في دولة ثالثة
نَصَّت المادة على:
(بالنظر إلى المصالح المشتركة في مبادرة الحزام والطريق؛ يشجع الطرفان التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف بالبرنامج المشترك في الدول المجاورة أو في الدول الأُخَر).
2- الملحق رقم (2)
أهم العنوانات لبرنامج الشراكة الشاملة مدة (25) عامًا
المشاركة الفعالة في الحزام والطريق.
الممرات الإقليمية والدولية:
ذُكِرَ في الفقرة الأخيرة من العنوان في أعلاه:
(التباحث حول تطوير بناء ممر السكة الحديدية، لزيارة المقامات بدءًا من باكستان، إلى: إيران، العراق، سورية والمشاريع ذات الصلة).
3- الملحق نفسه في أعلاه، أي: رقم (2)، ذُكِرَت بعض المواد تحت عنوان: التعاون الإقليمي.
نذكر المواد التي تخص العراق، وهي:
أولًا: تصميم برنامج مشترك وتنفيذه، لتطوير موارد الطاقة في العراق ونقلها.
ثانيًا: مشاركة الصين في إنتاج الكهرباء ونقلها، بين إيران والدول المجاورة.
ثالثًا: الاستثمار المشترك لبناء محطات الكهرباء، وخطوط النقل في: باكستان، أفغانستان، العراق، سورية، وإمكان التعاون المشترك لصادرات الكهرباء، في إطار مبادرة (الحزام والطريق) إلى باكستان وأفغانستان، وتبادل الكهرباء بإنشاء الممر الشرقي الغربي في إيران.
رابعًا: التعاون المشترك في توريد الكهرباء وتبادلها، بين الدول الواقعة على طريق الحرير؛ في إطار مبادرة (الحزام والطريق).
انتهى
تقويم وتحليل:
1- يظهر أنَّ العامل في إعلام قناة (iNEWS) الفضائية (حسام الحاج)، معلوماته المسطحة متأخرة جدًا، ربما يتكلم في سنة (2005)! لأنَّ العراق دخل المشروع من البوابة الإيرانية.
2- العامل في إعلام قناة (iNEWS) الفضائية (حسام الحاج)، لم تتجاوز معلوماته سقف الأستوديو الجالس به، لكنه تكلم في واقع جيوسياسي (غير موجود)، لأنَّ العراق شريك أساس للصين، والمشاريع بين الدولتين سبق أن بدأت، ولا تنتظر مصطلح (البيئة الآمنة) الذي يتحجج به السفير الياباني!
3- العامل في إعلام قناة (iNEWS) الفضائية (حسام الحاج)، لا يفهم أنَّ سياسة الصين هي (السياسة الناعمة) على مدى عقود، خلافًا لسياسة أميركا (السياسة الصلبة)، وهذا يعود لفقره المعرفي في قراءة السياسة الدولية، والصراع الاقتصادي العالمي.
4- العامل في إعلام قناة (iNEWS) الفضائية (حسام الحاج)، غاب عنه أنَّ المشروع الإستراتيجي اليوم في آسيا وغرب آسيا هو: (منظمة شنغهاي التعاونية، دول بريكس)، ولا توجد إستراتيجية أميركية تقدمية في آسيا، ولا حتى في إفريقيا والقارة اللاتينية.