ثقافيةشؤون اقليمية

كلمة اليمن واحدة

عبدالملك سام (حنظلة) - اليمن

أهل اليمن مميزي الطباع فعلا، ولعل هذا ما جعل الله يختارهم ليقوموا بفرض إرادته وتأديب المجرمين. لن تجد شعبا يفرح إذا قصف بالطائرات الأمريكية، فقط ليشعر أنه يشارك أهل غزة مأساتهم، إلا الشعب اليمني! لن تجد شعبا يتحرق شوقا لنزول الأمريكيين على أرضه، فقط ليخرج غيضة من المشاهد التي تأتيه من فلسطين كل يوم، إلا الشعب اليمني!

صحيح أن اللبنانيين والعراقيين كان لهم دور بارز في مشاركتهم تأديب إسرائيل وأمريكا، ولكن هناك فرق بين الشجاعة واللهفة، وأكاد أجزم أن الأمريكيين سيصعقون منذ اليوم الأول الذي سيتجرأون فيه على النزول في البر اليمني، وأظن أنهم قد سألوا مرتزقتهم ثم أحجموا عن النزول، والمرتزقة أيضا سيحاولون إقناعهم ألا يفعلوا حتى لا يضطروا مشاركتهم في هذه المغامرة لأنهم بالتأكيد سيكونون في الصف الأول ليفدوا الأمريكيين بأجسادهم.

المعركة هي حرب إرادة، وهم لن يجدوا قوما أصلب رأسا وأشد بأسا منا، نحن الذين رفضنا أن يضطهدنا رعاة الأبل بنفطهم وهم مجرد وكلاء للأمريكيين، وخضنا معهم حربا ضروسا لولا أستعانتهم فيها بمرتزقة يمنيين لكنا الآن نتحكم مدنهم، فكيف نرضى بالأمريكيين الأنجاس أنفسهم الذين جاءوا من أطراف الدنيا للدفاع عن أكثر الأقوام بغضا في قلوبنا؟! نحن نكره اليهود منذ أن حاربوا رسول الله (ص) ونصرناه وطردناهم، وكرهناهم أكثر يوم أن قرروا أن ينشئوا كيانهم الخبيث في منطقتنا، وزاد كرهنا لهم بسبب ما يفعلونه بأهلنا في فلسطين والبلاد العربية الأخرى.

مطالبنا حاليا عادلة، أي أن يوقفوا عدوانهم على الشعب الفلسطيني ويفكوا حصارهم، ولكن لو سألت أي يمني عن مطلبه الحقيقي لعرفت أننا لن نرضى بما دون زوال كيان إسرائيل من الوجود، فاليمني بطبعه لا يحب أن يستبده أحد، ولكنه أيضا لا يقبل الإستبداد والظلم للآخرين، ولو وصلت ألينا أخبار مذابح “الهنود الحمر” في حينه لما قبلناها، ولو كان وضعنا يومها يسمح لنا بالتدخل ومنعها فلن يوقفنا شيء، فما بالكم بأهل فلسطين الذين هم جزء من قومنا وأخوتنا بالدم والعقيدة؟!

لنختصر الأمور علينا وعلى الأمريكيين، فهم إما أن يكفوا أيديهم عن أمتنا ويرحلون، وإما فليأتوا بما ومن يستطيعون لنحسم الأمر وننهيه فيما بيننا وجها لوجه. أما أن يظنوا بأن تحريك أدواتهم ليشغلونا، أو تقديم عروضهم التافهة ليغرونا، قادرة على تغيير قناعاتنا، فهذا ما لن يكون.. يقول أهل اليمن: “كلمة وعشر سواء”، ونحن قلنا كلمتنا التي لن نتراجع عنها مهما كان، إرحلوا عن أرضنا، أو فلتجربوا حظكم معنا، وعندها ستعرفون بعون الله القوي العزيز لماذا سميت أرضنا بمقبرة الغزاة، والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى