روسيا والصين يمنحان الولآيآت المتحدة الأميركية فُرصَة بقاء كقُوَّة عالمية وحيدة مُهَيمِنَة في العالم
بقلم : إسماعيل النجار
نتيجة خوفهم من إزدياد قوَّة إيران ومِحوَرِها التصاعدي الذي ينمو كالفطر على مساحة جغرافيا العالم أفقياً بِطَيفٍ من الألوان البشرية أهم نقاطها القارَّة السمراء الغنية بمصادر الطاقه والمعادن والخشب والخيرات،
الجمهورية الإسلامية الإيرانية رائدَة التكتيك السياسي في العالم تزحف كالضوء فوق الغيم وتحتهُ بهدوءٍ ملحوظ ومن غير ضجيج، بينما تشتعلُ النيران في كل مكان من حولها على يَد الأميركي والصهيوني،
7 أوكتوبر 2023 كانَ نقطة تحَوُل في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، وكانت نتائجهُ عبارة عن قنبلة حارقة قضَت على كل أغطيَة التعمية ومزقت الأقنعه التي كانت تستخدمها واشنطن وتل أبيب بمساعدة شركائهم العرب الذين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية وتأجيج نار الفتنة المذهبية بين السُنَّة والشيعه على امتداد المعمورة، وفضحت معركة طوفان الأقصى الأنظمة العربية وحكامها من المحيط إلى الخليج وقضَت على آخر أحلامهم ومعهم إسرائيل وبريطانيا وأمريكا الذين خططوا ثلاث مائة عام حتى وصلوا الى مبتغاهم، بإشعال حرب سُنِّيَة شيعية بعدما تَبيَّن للعالم بأسرِهِ وللمسلمين السُنَّة بالذات أن العداء للشيعه كان خطأً كبيراً وكان ظلماً لَحِقَ بهم من طرف المسلمين السُنَّة بتضليلٍ وهابي سلفي قُلِّبَ مزاجهم وحُرِّضَ ضد إيران ومَن يواليها،
معركة طوفآن الأقصى أثبَتت وبالدليل القاطع أن الشيعه أصحاب عقيدة ومبدأ لا يتغيَّر وحصراً هم مَن وقفوا ودعموا وقاتلوا مع الفلسطينيين في قطاع غزة وساندوهم في موازاة فرض حصار عربي واسلامي سُني رسمي على القطاع والتواطئ عليه،
كل ذلك خلال ارتكاب اسرائيل لمجازرها الرهيبة ضد الفلسطينيين وقتلها النساء والأطفال وتدميرها المستشفيات،
فصَمَتتَ كامل الأفواه الدينية الإسلاميَّة الرسمية وابتلعَ الأزهر لسانه وابتلَعَ دعاة المطالبة بالجهاد في سوريا والعراق ولبنان ضد الشيعه ألسنتهم،
وعندما فتحوا أفواههم نطقوا كفراً وحرموا نُصرَة غزة ولم ينادوا للجهاد ضد الصهاينه لا بل حرموه على المسلمين ومَن يُخالف يصبح مرتداً واعتبروا أن المجاهدين الفلسطينيين كفاراً وشذاذ آفاق،
هذا في الوقت التي كانت حناجر علماء الشيعه تصدح على المنابر في كل أصقاع الأرض كل المنابر وليسَ بعضها لنصرة فلسطين وأهل فلسطين وتدعوا للمساندة والجهاد ودعت ابناء الطائفة الشيعية للإلتحاق بالجبهات،
فاشتعلت جبهة اليمن ضد إسرائيل مطالبةً بوقف العدوان على غزة وفك الحصار عنها وادخال الدواء والغذاء،
في نفس الوقت كانت السفن الإماراتية تحمل الدواء والغذاء والفاكهة والخضار الى ميناء حيفا،
الفصائل المجاهدة في العراق بدأت بقصف القواعد الأميركية في سوريا وعلى إمتداد بلاد الرافدين وقَطَّعَت أوصال القوات الأميركية، رداً على حصار قطاع غزة،
وفي نفس الوقت الذي كانت مصر السيسي تُحكم الحصار على القطاع وتمنع دخول الخبز والماء للمحاصرين الجائعين، لبنان أشعَل جبهة الجنوب منذ 8 أوكتوبر وقدم الشهداء بالعشرات ودمر مواقع العدو بالمئات وانزل في العدو خسائر بالأرواح والمعدات والمدن، وهدد أمريكا بالرد القاسي في حال تدخلها لصالح الكيان،
كل ذلك يجري وأميركا تتخبط من البحر الأحمر الى المتوسط إلى المحيط الهندي والهادئ وسفنها تفِر من ضربات اليمنيين إلى خلف الجروف الصخرية المائية لتختبئ في خليج عدَن،
إن هذه الأحداث فرضت متغيرات سياسيه وعسكريه على الساحة الدوليه كشفت الغطاء عن العجز الأميركي الكبير وتراجع هيبة واشنطن ونفوذها على مستوى المنطقه والعالم في مواجهة محور إيران المتنامي والمتمرد والمصمم على المواجهة، وفي مواجهة الصين العظمى وخصوصاً بعد غرقها في المستنقع الروسي الأوكراني ،وفي ظل تقدم كبير للسياسة الصينيه على حساب الولايات المتحدة الأميركية اقتصادياً،
لم تستغل روسيا الأزمة الأميركية لإضعاف نفوذها ولم تستغل الصين ذلك أيضاً لا بل تعاونت في مجلس الأمن ضد اليمن حفاظاً على التراث الإستعماري للبلدين،
ليلة اليوم اعتدَت واشنطن ولندن على سيادة اليمن وقصفوا بطائراتهم ومدمراتهم وغواصاتهم مدنٌ يمنيه عِدَّة بغير وجه حق وبتحالفٍ مع الدول العربية التي انطلقت من أراضيها الطائرات، لكن اليمن العزيز يأبى الضيم رَدَّ على القصف بالقصف وحقق أهداف الأمر الذي جعل اميركا تتراجع وتعلن انتهاء العمليه،
لكن صنعاء قالت الآن بدأ المشوار الطويل الذي كنا ننتظره منذ اعوام، أميركا وبريطانيا وجهاً لوجه مع ليمنيين لا أحد مستعد ان يقف ليتلطوا خلفه فالكل ذاقَ مر الموت مع رجال الله في اليمن،
عزيز يا يَمَن
إسرائيل سقطت
الموت لأمريكا وبريطانيا
النصر للمؤمنين