شؤون اقليميةمقالات

خشية الخليج من حرب غزة

نعيم الهاشمي الخفاجي

منذ انطلاق حرب غزة قبل اكثر من ٤٢ يوماً والاعلام الخليجي مصدوم من هول أحداث السابع من أكتوبر أكثر من صدمة الإعلام الاسرائيلي، الذي يتابع ماتنشره الصحف الخليجية ومواقع السوشيال ميديا والمحطات الفضائية الخليجية يجد خوف واضح لدى الفيالق الإعلامية المرتبطة بأجهزة المباحث الخليجية بشكل عام والمباحث السعودية بشكل خاص.

هذا الخوف واضح بشكل جلي، أن ماحدث اثبت كذب هرولة دول الخليج للتطبيع المجاني تحت رفع شعارات لأجل إقامة دولة فلسطينية على أراضي حزيران عام ١٩٦٧، انكشاف حقيقة دول الرجعية المعينة من دول الاستعمار، أن الحرب في غزة قسمت العالم العربي إلى قسمين، القسم الأكبر وهم الأكثرية من دول الرجعية العربية الممثلة بدول الخليج ومعهم دول العالم الإسلامي السني يؤيد قيام إسرائيل بتدمير غزة فوق رؤوس المواطنين الفلسطينيين للقضاء على حركة حماس والقوى المقاومة الفلسطينية، وجود حماس في غزة يعني وجود جزء كبير من الشعب الفلسطيني يرفض عدم إقامة دولة مستقلة ورفض ضم غزة إلى مصر وجزء من الضفة إلى الاردن، قضية إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية لم ولن تقبل عليه القوى اليمينية الإسرائيلية مطلقاً.

حرب غزة طال أمدها، انضمت القوى العربية الإسلامية والقومية لدعم مقاومة حماس والفصائل الفلسطينية في معركة غزة، الشارع الشعبي العربي بغالبيته من التيارات القومية والاخوانية الإسلامية  بات يدعم القوى العربية الإسلامية الرافضة للتطبيع المجاني، انكشفت حقيقة تعاون دول الخليج وغالبية الأنظمة العربية مع الإسرائيليين، صور  المعارك والتي تركت دماراً هائلاً ومشاهدة صور قتل آلاف الأطفال والنساء تسبب بغضب الغالبية من أبناء الشعوب العربية والاسلامية، ووقوف غالبية قيادات الإخوان المسلمين بالكثير من الدول العربية مع حماس، جعل أنظمة الخليج في موقف محرج ومخيف من انتقال شرارة الأحداث في عمل مظاهرات وربما حدوث ثورات شعبية تطيح ببعض الأنظمة العربية، دول الخليج تراقب مظاهرات الشعب المصري، وكذلك يراقبون المظاهرات المستمرة بالأردن ويشاهدون مواقف القوى المقاومة في لبنان وسوريا والتي انخرط بعضها في القتال اليومي والمتكرر مع القوات الإسرائيلية بجبهة شمال إسرائيل.

حرب غزة وأسلوب القتل الذي انتهجته إسرائيل مع الفلسطينيين بغزة صور قتل الأطفال والنساء أثارت  حساسية لدى مواقف الكثير من قيادات الحركات الاخوانية ضد مواقف الأنظمة العربية التي عجزت من إدخال كيلوغرام من الرز لقطاع غزة حسب قول الكاتب الإسرائيلي ايدي كوهين والذي لديه مؤيدين وانصار من دول الخليج منهم مائة ألف سعودي، باتت دول الخليج حكومات ومؤسسات مع إسرائيل ضد حركة حماس بحرب غزة،  حجم الدمار وصور قتل الأطفال والنساء وانعدام الإنسانية، تركت اثر سيئاً لدى غالبية  الشعوب العربية وخاصة القوى المؤيدة لحركات الإخوان المسلمين، وكلما تزداد فترة طول الحرب ويزداد  القتل بغزة كلما  تزداد غضب الجماهير العربية، بل الآن توجد تعاطف من قبل الكثير من شعوب العالم مع ضحايا غزة وخرجت مظاهرات تطالب بوقف الحرب، التي باتت تقتل الأطفال والنساء والشيوخ بالدرجة الاولى، سقط لحد الان اكثر من ١٢٠٠٠ شهيد يشكل الأطفال والنساء اكثر من ٦٠% من عدد الضحايا، وربما لم يسقط من عناصر حماس بضع عشرات أو مئات.

احداث غزة هيأت أرضية لإحداث اضطرابات في مصر والأردن وبالتاكيد تنتقل تلك الاضطرابات إلى دول الخليج، بسبب موقف دول  الخليج المؤيد إلى إسرائيل وعدم استخدام السعودية علاقاتها الحميمية مع نتنياهو لوقف الحرب الدائرة في غزة.

وزير الخارجية الإيراني نقلت عنه صحيفة  الشرق الأوسط السعودية بوصفه المنطقة العربية في  أشبه  برميل بارود، وزير الخارجية الإيرانية محق وهو يعرف بشكل جيد، أن

المسرح مهيأ، وفتيل الاشتعال الممكن جاهز، الغضب الشعبي أن بقي الوضع واستمرار القتل بغزة اكيد في يوم من الايام تحدث شحنة تؤدي الى الانفجار وربما تسقط بعض الأنظمة العربية.

السعودية عندما وهبت الفكر العقائدي إلى حركات الإخوان وارسلتهم للقتال في أفغانستان ضد السوفيت ونياية عن الناتو، ظهر قادة وزعماء للعصابات الوهابية بتنظيم القاعدة مثل الشيخ السعودي أسامة بن لادن والدكتور المصري ايمن الظواهري و

عبدالله عزام الذي يملك رصيد شعبي في دولة الكويت والسعودية بين اوساط الاوساط الدينية الوهابية بنسبة عالية، ولا تنسى المجرم  الزرقاوي الذي ينظر اليه الوهابية والحركات الاخوانية كرمز وصنم كبير، هؤلاء الرموز المجرمة لديهم جماهير خليجية، بل توجد نسبة عالية من وهابية الخليج مع تنظيم داعش والدليل المعتقلات العراقية مليئة بقيادات سعودية داعشية تورطت بقتل وذبح آلاف العراقيين من أبناء الشيعة والايزيديين، خلال متابعاتي إلى مايكتبه قادة الحركات الاخوانية عندما اندلعت أحداث الربيع وقيام السعودية لتمويل الحركات الاخوانية الوهابية كان هدف قيادات حركات الإخوان ومن خلال مرجعهم الروحي طيب أردوغان إسقاط الأنظمة العربية وبما فيها الدول الخليجية والاعلان عن قيام دولة الخلافة الإسلامية الموحدة، ومن ثم القضاء على دولة اسرائيل، لكن الصهاينة عرفوا القضية واوصلوا ذلك لدول الخليج وتم تمويل الثورات المضادة للقضاء على الرؤساء من حركة الإخوان أمثال مرسي والغنوشي، وكادت دول الخليج تسقط نظام أردوغان نفسه في انقلاب عام ٢٠١٦.

في منصة إكس أتابع تغريدات لمحللين سعوديين وكويتيين أمثال الوهابي فهد الشليمي يحذرون دول الخليج من خطر انتقال أعمال مظاهرات إلى بلدانهم، على سبيل المثال فهد الشليمي وجة تغريدة بعنوان رسالتي للحكومة الكويتية، هذه نفس الوجوه التي جهزت الخطابات وأعدت الساحات وعلقت المايكرفونات لجعل خريف الفوضى يضرب الكويت.

هذه نفس الوجوه التي كانت تتبطح في ميدان القصر العيني خلال خريف الفوضى في مصر.

هذه نفس الوجوه التي ورطت الشعب السوري في ثورته وتخلت عنه وتحالفت مع حرس الثوري حسب زعمه، ويرفض قول الحقيقة أن من دمر سوريا هي العصابات الوهابية الاخوانية خدمة إلى اسراىيل وتصريحات رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم كانت صريحة دول الخليج صرفت ٣٠٠ مليار دولار لدعم العصابات الإرهابية لاسقاط الدولة السورية، حمد بن جاسم قال توجد غرف مشتركة جمعت السعودية وقطر والإمارات وتركيا واسرائيل والناتو لتنسيق الخطط لاسقاط النظام في سوريا، لكن انقلاب السيسي بمصر واسقاط مرسي وطوال فترة الإرهاب كشف حقيقة وجود مشروع اخواني لاسقاط جميع الأنظمة العربية بما فيها دول الخليج واقامة دولة الخلافة الاسلامية الاخوانية، ويضيف فهد الشليمي للحكومة الكويتية بالقول، هذه نفس الوجوه التي طأطأت شواربها ورؤوسها وانسحبت  واعتذرت عند فشل الخريف الفوضوي وغيرت وجوهها وخطابها.

هذه نفس الوجوه التي قطعت كيك الاحتفالات والانتصارات لخليفتهم صاحب الشعارات البراقة والفعل القليل وهاهم لم ينتقدوه حتى همسا ويسنون السنتهم  وهمزهم ولمزهم على دول الخليج العربي ومصر والاردن وتناسوا سوريا ولبنان المجاورتين لفلسطين.

هذه الوجوه تعود للشارع من بوابة الدمار  لغزه ليس حبا بالأقصى او فلسطين فالقضية منذ 1948 ولم نشاهد  لهم فعلا بالبندقية او دعما شخصيا من اموالهم او تطوعا لابناءهم واحفادهم ولم نشاهد اسماء اجدادهم مدفونا في ثرى فلسطين او غزة ويتباكون عليهما الان.

انها الوجوه الحزبية المتسترة تحت غطاء الدين او الحزب او الجمعية.

انها الوجوه الحزبية تظهر لجمع الاموال ودعم احزابها.

انها الوجوه التي تبرر هروب قادة احزابها وتجعله هجرة للنضال والكفاح في الفنادق والمنتجعات.

انها الوجوه التى تكره كل كويتي لا ينتمي لها او يساندها في صالحها وباطلها في منشطها ومكرهها.

للحكومة الكويتية ورئيس وزراءها نقول ان الكويت بلد محدود القدرات امنيا وعسكريا فلا تجعلوهم يسلخوه عن جلده وعمقه الخليجي والعربي تلبية لرغبات حزبية او تحالفات مشبوهة ليس للشعب فيها صالح وفائدة. هذه الوجوه سوف تنقلب عليكم في اقرب فرصة لخريف قادم او شعارات جديدة مدعومة من الخارج).

ههههه انتهى كلام المحلل الكويتي الوهابي فهد الشليمي، وهذا دليل بوجود خوف من قبل أنظمة الخليج في انتقال المظاهرات إلى بلدانهم بسبب مايحدث في غزة من قتل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى