خِطاب سماحة السيد حسن نصر الله في ذِكرَى المولد النبوي الشريف كانَ شاملاً ومُفَصلاً
د. اسماعيل النجار
أمسَكَ خلاله سماحتَهُ العصا من الوسط في مكانٍ مآ ومن أطرافها في أماكن أخرىَ، كلام قائد ومسؤول يشاهد الأمور من الأعلى ويَرَىَ ما يكون خلف الأُفُق، بِحِكمَتِهِ وبنظرِهِ الثاقب وبعقلانيتهِ المعهودة يُشَرِّح الأمور ويُعطي كُل ذي حَق حَقَّه، ولا يتوانَىَ لحظة واحدة عن توجيه الناس والمسؤولين والإشارة إليهم إلى الموضِع الصحيح لكافة القضايا، أيضاً لا يخجَل بأن ينتقد بشَكلٍ بَنَّاء التصرفات الخاطئة للأصدقاء والخصوم على حَدٍ سَواء،
أما الأعداء دائماً ما يخاطبهم صاحب العقل الراجح والإصبع المشهور بخير الكلام ما قَلَّ ودَل ولا يُكَرِر ذات المقولَة ولا ذات الكلام إنما يضع الإصبَع على الجرح ويختم بما معناه أُعذِرَ مَن أنذَر؟
قائد المقاومة المُتكِئ على إيمانه بالله وبثقته الكبيرة برجاله وبيئته لا ينجرف بالإنفعالات ولا يقرأ السطوح بقدَر ما يتَغَوَّل تفكيرهُ في الأعماق ويُرَكِز على تشريح القضايا والأزمات ضمن معطياتها الصحيحة من دون أيَّة مبالغه،
في موضوع النزوح السوري والبلبلة القائمة في البلاد لكثرَة أعدادهم أمسكَ سماحته العصا من الوسَط وفَرزَ بين العامل القاصد للحصول على رغيف الخبز، وبين المُخَرِّب، وتسائَلَ عن سبب إقفال الدولة اللبنانية البحر بوجههم وطالبَ بالسماح لهم بالهجرة إلى أوروبا التي ما أن فعلها لبنان سيركع كبيرهم قبل صغيرهم أمامنا،
الأمين العام لحزب الله لا يحمل للشعب السوري إلَّا كل الخير والحب والإحترام، ولا يتمنىَ لهم إلا السلام والعيش بأمان، ولأنه قائد ومسؤول تحدثَ بلغة الحريص على الوطن ولَم ينفي تأثير وجودهم عليه لكنه عارضَ العنصرية ضدهُم أو التعرُض لهم،
في نفس الوقت هذا الامر لا يعفي الدولة اللبنانية من مسؤولياتها إتجاه أعداد النازحين التي تزداد كل يوم نتيجة تحريض ممنهج لهم من جماعاتٍ إقليميةٍ ودولية ومحلية تساعد بتهريبهم إلى لبنان لأهدافٍ مالية وسياسية وأمنية،
نحنُ لا نُصَنِف جميع النازحين في خانة الخطر على وجود لبنان وأمنه الإجتماعي والإقتصادي، ولكن لا ننفي وجود مئات الآلاف من المؤيدين لجبهة النُصرىَ وداعش مستعدون للإنخراط في أي عمل أمني ضد المقاومة بدليل ضبط أسلحة فردية ومتوسطة وذخائر بالأطنان في مخيمات النزوح غير مبرَرَة أبداً، الأمر الذي يؤكد نوايا البعض القيام بأعمال مُخِلَّة بالأمن والقانون وإلَّا ما هو مبرر وجود طائرات مُسَيَّرَة لدى البعض منهم في إحدى مخيمات النزوح، وضبط سلاح ثقيل ومتوسط في مخيمات أخرىَ ناهيك عن الكميات الهائلة من المخدرات ومواد تصنيعها،
لذلك علينا التمييز بين هؤلاء وبين الذين هجروا بلادهم لأجل لقمة العيش نتيجة العَوَز والفقر والحصار،
بكل الأحوال البلاد لا تحتمل وجود هكذا أعداد منهم على أراضينا ومن غير المسموح أن يكون لبنان ملاذاً آمناً للفارين من وجه العدالة السورية ولا مرتعاً لهم،
نحن لسنا عنصريين ونعتبرهم أهلنا وإخوتنا إلَّا مَن أراد الإخلال بالأمن والتخريب وتجارة الأعضاء والممنوعات والتي تكاثرت بينهم في الآوِنَة الأخيرَة وهيَ ليسَت من شِيَم الشعب السوري العريق،