ثقافية

حلم أم علم ؟!

بقلم : عبدالملك سام / كاتب يمني

كان يوما عصيبا بالفعل، وقد كان يمكن أن يكون مثل أي يوم آخر.. عادي.. ممل.. بلا احداث.. هادئ؛ لولا أن اليوم لدي كابوس آخر من تلك الكوابيس المسماه “مناسبة اجتماعية”، ولولا العلاقة الوطيدة التي تربطني بصاحب الدعوة ما كنت ذهبت، ولذلك لم أجد بدا من الذهاب إلى حفل التخرج هذا.. وذهبت!.

 

في البداية لم الاحظ شيء، فقد صحوت باكرا جدا وكل تركيزي كان منصب على جرعة الكافيين الصباحية، وللأسف لم أجد فنجان قهوة في أي مكان قريب، وكنت من اوائل الواصلين.. ولأني شخص غير فضولي بطبعي، فلم الاحظ تلك الكائنات التي بدأت تتجمع حولي! وهذه الكائنات – وياللعجب – تشبه ذكور الإنسان جدا، لولا أنها تملك شعرا غريبا، وأرجلها أنحف وأقصر، وتتغذى على العلكة والسجائر بكثرة، وأحيانا تصدر أصواتا تشبه (الهووووو) و (الهييييي) بدون سبب مفهوم!!

 

في البداية ظننت بأنني أخطأت القاعة، وعند سؤالي لأحد المنظمين للحفل تأكدت أنني في القاعة الصحيحة! ثم عدت لمكاني وأنا أطمئن نفسي إن هي إلا ساعة أؤدي واجبي الاجتماعي ثم أرحل غير أسف في حال سبيلي.. وبعد أن أستقريت في مقعدي بدأت التغيرات تحدث..

 

الكائن المجاور لي وقف لينادي على كائن آخر ليجلس قربه على نفس الكرسي (لاحظت أنها كائنات اجتماعية!)، ثم نادى على كائن آخر (لهم قدرة على التجمع في أماكن ضيقة!)، ثم بدأ يزاحمني في مقعدي (أنهم لا يعرفون معنى مساحة شخصية!)، ويتمازحون ويسبون بعضهم بأوصاف بذيئة (لا يوجد في كوكبهم شيء أسمه عيب!)، وشيئا فشيئا وجدت أن الكائن يجلس في منتصف مقعدي وقد رفع مقعدته بمواجهة فخذي (لاحظت أنني في وضع غير محترم البتة!)..

 

اليوم عرفت ما شعر به أهل الكهف بعد أن صحوا من نومهم الطويل!! لقد أحسست بالغربة وأنا اتلفت يمينا وشمالا بحثا عمن أعرفه، ولولا النشيد الوطني لما عرفت أني في بلدي، ولولا تذمر بعض الناس مما يحدث لكنت شككت في قدرتي العقلية.. لذا لم أجد بدا من الخروج قليلا لأتنفس بعض الهواء النقي! وهناك أخذت الافكار تتدحرج كجلمود صخر خره السيل من علي!

 

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: كيف خرج هؤلاء من بيوتهم وهم على هذه الهيئة؟! أين الأباء؟! بل أين عاقل الحارة؟! ثم ما هو موقفنا نحن كمجتمع أمام الأمم المتحدة والعالم عندما يرون هذه المناظر المقززة بعد أن أنبهروا بمشاهد المقاتل اليمني في الجبهات؟! كيف سمح المجتمع لأن يصل تأثير الحرب الناعمة إلى أن يرتدي شبابنا ملابس ضيقة وممزقة وغير مريحة حتى، وألوانها منفرة، وقصات الشعر القبيحة، بينما يبتعدون عن تراثنا الجميل وعن الرجولة حتى باتوا أقرب للأنوثة من الفتيات؟!

 

برأيي أن هؤلاء يجب أن يمنعوا من الخروج إلا بمحرم، وأن يفهموا أن هذه التصرفات ليست حرية شخصية لأنها ضايقتني وضايقت آخرين، وكان من الممكن ان تتسبب بأضرار صحية لا سمح الله لو أرتفع السكر أو الضغط بسبب هذه المناظر المقززة. هؤلاء يجب أن يذهبوا إلى دورات عسكرية ليذوقوا معنى الانضباط والمسؤولية، ويتعرفوا كيف يكون الرجل رجلا بحق، وأن يفهموا دورهم الحقيقي كأفراد صالحين في مجتمعاتهم، بدل أن يضيعوا بلا هدف.. يجب أن نتيح لهم فرصة التجربة فقط، وبعدها أنا متأكد أن أختياراتهم ستكون صائبة.

 

أنا مع عودة التجنيد الإجباري كما هو حاصل في معظم دول العالم، خاصة تلك التي أجبرتنا على إلغاءه حتى تستطيع أن تسيطر على شبابنا، خاصة أمريكا؛ فعلى الأقل إذا أراد بعض شبابنا أن يكونوا كالأمريكيين، فلنتح لهم فرصة أن يلتحقوا بالدورات العسكرية كما يفعلون في أمريكا، أو دعونا لا نتفاجأ مستقبلا عندما نجد البعض وهم ينادون بحقوق الشذوذ في اليمن.. ودمتم بود.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى