كلنا يعلم ان حلف الناتو يتكون من دول امريكية واوربية وان بريطانيا والمانيا من اكبر حلفاء أمريكا فيه، لكن الذي لا استطيع تفسيره هو كيف تكون المانيا حليف استراتيجي ومهم لأمريكا في حين ان امريكا تحرمها من ابرام صفقة مهمة مع الحكومة العراقية واقصد عقد شركة سيمنز مع الحكومة العراقية لمعالجة مشكلة الكهرباء وتوفيرها من خلال بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية.
لو كانت هذه الشركة ايرانية او روسية او صينية او اي دولة من دول حلف وارسوا او محور بركس الجديد لقلنا انها حرب اقتصادية او مسألة عقوبات دولية لكن ان تمنع حليف لها وحليف قوي في الناتو فهذا امر غير مفهوم لكن الذي يعرف بحقيقة السياسة الامريكية القذرة يجد انها مسألة طبيعية لان عقيدتها السياسية ان ليس للدول حلفاء ولكن للدول مصالح ومع هذا فان العراق لم يتجاوز على المصالح الامريكية لانه بحسب المعلن دولة ذات سيادة ومن حق الحكومة ان تتعاقد مع من تجده الاصلح ومن حق العراق كدولة ان يختار شركات رصينة ذات تاريخ عريق في المشاريع الستراتيجية فهو لا يخضع للوصاية الامريكية رسمياً اذ ان الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لم تصدر منه هكذا قرارات. فلماذا تصر امريكا على ان تقدمه للساحة الدولية على انه مسلوب الارادة فاقد للقرار المستقل ليس له الحق بالتصرف بامواله ووارداته وفاقد للسيادة.
لماذا لم تطالب الحكومات السابقة والحالية بتحويل الاموال العراقية من الخزانة الامريكية الى البنك المركزي العراقي، لماذا علينا ان نتوسل بامريكا ان تطلق اموال العراق المحولة كتسديد ديون للجارة ايران لقاء بيعها الغاز والكهرباء طيلة السنوات السابقة. لانها في حال لم تحصل على مستحقاتها ستقطع عنا التصدير وهذا الصيف اللاهب لايمكن ان يحتمله اي انسان، لماذ تصر امريكا ان تعاقب الشعب العراقي وتدوس على كرامته رغم ان بيننا وبينها كدولة قارات وقارات ما سبب استمرار تواجدها في العراق وتدخلاتها السافرة بكل صغيرة وكبيرة حتى ان الجميع اصبح مقتنع ان السفيرة الامريكية هي رئيسة وزراء العراق من الباطن فهذه الشمطاء تدخلت حتى بمسألة الموازنة والتعيينات ورفع رواتب المتقاعدين وغيرها من الامور التي هي من اخص الشؤون الداخلية للبلد.
الى متى تبقى الحكومات العراقية ضعيفة ومنقادة لحكم امريكا وعنجهيتها. لماذا لا يقدم السيد السوداني مذكرة للامم المتحدة يطالب بها اخراج الامريكان من العراق لأنتفاء الحاجة. او على اقل تقدير يطالبها بعدم التدخل بالشؤن الداخلية للبلاد وسحب جميع الاموال العراقية من البنوك والخزانات الامريكية والاوربية واستثمارها محليا لبناء البلد. لماذا ولماذا ولماذا تبقى التساؤلات بلا اجوبة ويبقى ملف الكهرباء معطل ومستنقع فساد.