الحشد الشعبي .. هل مازالت الفتوى قائمة؟
مجلة العصر-في الثالث عشر من حزيران مرت ذكرى تاسيس الحشد الشعبي المبارك بفتوى مباركة من قبل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني، وكانت هناك عدة احتفالات بمناسبة مرور هذه الذكرى وكانت الاشادات تاتي من اعلى هرم الدولة الى مؤسسة الحشد مشيرة الى صاحب الفتوى الذي تشكل الحشد على غرارها.
فتوى الجهاد الكفائي :
نذكر بما هو مختصر عندما خرج اية الله العظمى السيد علي السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي التي القيت على لسان ممثله الشيخ عبد المهدي الكربلائي على منبر صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف وذلك بعد ان اجتاحت عصابات داعش الارهابية عدد من محافظات البلاد الغربية ليحث العراقيين بالوقوف مع القوات الامنية من اجل محاربة تلك العصابات المجرمة وتحرير الاراضي من دنس الزمر المارقة.
تلبية الفتوى:
بعد ان القيت الفتوى من على شاشات التلفاز هب العراقيون من جميع محافظات العراق معلنين تلبيتهم للفتوى المباركة واستعدادهم لقتال الزمر الارهابية وغصت شوارع العراق حينها بالعشائر العراقية وهي تتوعد قتال تلك العصابات، حشود مليونية شيبا وشبابا خرجوا من بيوتهم للتقال بعد سماعهم الفتوى.
تاسيس الحشد الشعبي:
ما ان نزلت الجماهير العراقية الى الشوارع تلبية لفتوى المرجعية الدينية سارع رجال الميدان وعلى راسهم الشهيد القائد “ابو مهدي المهندس” الى تنظيم تلك الجماهير وادخالهم في دورات قتالية سريعة وتوزيعهم على شكل الوية وافواج وانشاء معسكرات لهم.
معارك التحرير:
بعد ان تاسس الحشد الشعبي من خلال احتضانه لتلك الاعداد الكبيرة بدات معارك تحرير الاراضي من عصابات داعش وراح يحرر منطقة بعد الاخرى وكذلك محافظة بعد الاخرى وسقط خلال هذه المعارك العديد من الشهداء العراقيين وهم يحررون مناطق البلاد.
اعلان النصر على عصابات داعش:
في عام 2017 اعلن رئيس الوزراء العراقي انذاك “حيدر العبادي” النصر على عصابات داعش الارهابية بفضل جهود القوات الامنية والحشد الشعبي الذي اخذ مكانة واسعة في عمليات التحرير.
هل انتهت الفتوى المباركة؟
بعد اعلان النصر على تنظيمات داعش الارهابية واعادة الاستقرار للمحافظات العراقية بجهود رجال الحشد الشعبي والقوات الامنية برزت اصوات نشاز تطالب بحل الحشد الشعبي واعادتهم الى منازلهم معتبرين ان فتوى الجهاد الكفائي قد انتهى مطلبها مع اعلان النصر على تنظيمات داعش الارهابية.
في كل مناسبة وفي كل حدث تستغل بعض الاصوات تلك المناسبات كي تطالب بحل الحشد حيث اثيرت هناك عدة اسئلة هل فعلا انتهت الفتوى المباركة التي اطلقتها المرجعية الدينية؟
قطعا الجواب كلا، الفتوى لن تنتهي ونذكر هنا عندما انتهت معارك التحرير واعلان النصر، خرج الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية وحذر من وجود تحديات اخرى الامر الذي يؤكد على بقاء الفتوى قائمة وضرورة العمل بها.
لقد جدتت المرجعية الدينية اليوم فتوى الجهاد الكفائي من خلال بيان نجل المرجعية العليا اية الله السيد محمد رضا السيستاني، وهذا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا اليوم الثالث عشر من حزيران يصادف الذكرى السنوية التاسعة لصدور فتوى الدفاع الكفائي من على منبر صلاة الجمعة في كربلاء المقدسة. وبعده هبّ العراقيون شيباً وشبّاناً لمقارعة الإرهابيين ودفع شرهم في مشاهد رهيبة قلّ نظيرها في التاريخ القريب. وينبغي أن نستذكر بإجلال وإكبار أولئك الأبطال الذين استرخصوا دماءهم وبذلوا أرواحهم في تلك الملحمة الكبرى، فمنهم من استشهد وذهب الى ربّه مخضباً بدمه، ومنهم من أصيب وربما كانت إصابته بالغة أدّت به الى عوق دائم، ومنهم من لا يزال يقف على السواتر ويواصل القيام بمهمته العظيمة.
ومن المؤكد أنه ليس باستطاعتنا أن نوفي الشهداء الأبرار ولو جزءاً يسيراً من حقوقهم، ولكن لعل من المناسب ونحن على أعتاب زيارة الامام الحسين (ع) في يوم عرفة وهي من أهم الزيارات وأثوبها أنّ من يوفق منّا لزيارته (ع) أن يقرأ الزيارة المخصوصة ويهدي ثوابها الى أرواحهم الطاهرة، ومن يكون في الحج يأتي ولو بأشواط من الطواف نيابة عنهم. هذا شيء يسير جداً تجاه تضحياتهم العظيمة ولكنه من أحسن وجوه استذكارهم رحمهم الله. نسأل الله تعالى أن يجعلهم في أعلى عليين ويحشرهم مع الشهداء العظام ولا سيما أنصار الامام الحسين (ع).
وقد زرت قبل مدة قبور جمع منهم في وادي السلام فخنقتني العبرة واستصغرت نفسي أمام شموخ أولئك الأبطال، شباب في عمر الزهور اختاروا بإرادتهم الحرة أن يسلكوا طريق الشهادة دفاعاً عن حياض المسلمين وأعراضهم ومقدساتهم.