ثقافيةعراقية

اعذروني فانا مدرس متقاعد خارج نطاق التغطية :

بقلم : عبدالامير مسلم آل ملا سهيل العبدلي

لم اكن اعلم أن هنالك كثير من اهل الوسط والجنوب فاقدي الذاكرة في الدفاع عن النظام المقبور وسيدهم صدام وزمرته وزبانيته

أعتذر فانا ممن يحترم خيارات الجمهور وهذا خياركم فهنيئا لكم .. بعد ان علمت اني اغرد في غير سربكم .. فالعبودية مازالت قابعة في النفوس والشوق للسوط ظل مستعرا والحاجة لسيد يقطع الالسن والاذان ما زالت قائمة .. لم اكن اعلم ان زمن الذل والمهانة والخوف والموت هو افضل الازمان !! لم اكن اعلم ان العهد الذي كان يسوقنا فيه التكارتة بعصاهم هو افضل العهود !!

اسف .. لم انس مثلكم عندما كان ابن الجنوب لا يحق له ان يكون مدير ناحية فيعين الدوري والتكريتي لهذه المناصب  !! ولم انس تلك الوجوه الكالحة من الرفاق وهم مدججون بمختلف انواع الأسلحة وامراءهم من عبيد وخدم ال السعدون …

لم انس ان الضابط الشروگي يصل الى رتبة عقيد الا ان ملازم اول هو من يقوده ويأمره !!.

آسف لم انس القادسية وكيف كنا نقاد الى الموت يهتف خلفنا اسيادكم : هدوا چلابهم عليهم .. ولم انس تسفيرات اهلنا الكورد الفيلية وهم يرمون على الحدود وفي حقول الالغام وتسليب اموالهم وبيوتهم من الرفاق اولاد يزيد لانهم شيعة لا غير ولم انس حلبچة ومآسيها ولم انس المقابر الجماعية للشيعة والكورد ……..

آسف لم انس ان الصلاة على محمد جريمة وان دعاء كميل اعلام معادي وان بعضنا القي عليه القبض متلبسا بصلاة المغرب في حسينية ..

آسف لم انس الى اليوم مشهد جثث ابناء الجنوب والوسط يرشقها ماء المجاري والمطر وهي ملقاة على حافة الطريق في اكياس لا يجرؤ احد على حملها بعد انتفاضة شعبان ..

آسف ان لم اكن نسيت ذلك الخوف والذل على وجه جاري واخي وهو يتوسل بالرفاق من سوقه الى قواطع الجيش الشعبي والمهمات الخاصة والقصب والبردي والخفارات والكنس في الشوارع ..

لم أنس طلاب الكليات الذين يبيعون اكياس التسوق ( العلاليگ ) في اسواق الخضروات من اجل اكمال دراستهم و ( بسطاتهم ) على الارصفة حاجه بربع..

لم انس شاعر العراق الكبير موفق ابو خمره الذي يبيع الشاي في چنبر ويقرأ الشعر الشعبي وهو شاعر الحر والقريض من اجل الترويج لسلعته ومثله الكثير الكثير من التربويين الذين يفترشون الارض لبيع الچگاير بالمفرد اثنين بربع وعمال في البناء ووو

آسف لم انس طابور الموظفين على مصلح الاحذية وخياطي التقريم ليغير لهم الوجه الثاني لبنطروناتهم وقلب ياخة القميص التي تقطعت اوصالا  .. واجرة المعلم اليومي سعر بيضة واحدة وتوسل الجنود بسواق الباصات لايصالهم لوحداتهم لانهم لا يملكون اجرة النقل ..وكثرة دلالات اللنگات..

آسف لم انس مثلكم عدم السكن ببغداد لاننا لسنا من مواليد تكريت او الانبار او الموصل ..

اسف لانني لم انس كيف تقف مفرزة الانضباط فتقطع الطريق فيفر الشباب كالاغنام امام ذئب !!

اسف لم انس وجوه اصدقائي الذين اعدموا في الزنازين الباردة المعتمة في سجن رقم (1) ..

آسف لم انس وجوه الامهات كيف تهان كل صباح اثنين في باب معتقل ابي غريب  !!

اسف مازال دخان اللادا والبولسكي والبرازيلي مقيم في رئتي ..

اسف مازلت اتذكر وجوه الرفاق يتفحصون الوجوه ويتوعدون بالويل والثبور لمن لا يرقص في 28 نيسان .. لأن اغلب اعضاءحزب البعث من اهل الوسط والجنوب(شروكية)حسب قول اهل الغربية لذلك يحنون لسيدهم الفاجر وحزبهم الفاشل والدليل قطعهم ليد تمثال قناص الحشد الشهيد ابا تحسين ..

 

آسف لان ذاكرتي مشحونة بذلك الزمان المر والعهد الذي كان بطعم الحنظل ..

آسف فمازال مذاق الطحين الاسود المطحون مع الجرذان والطيور النافقة في فمي ..

اسف لاني لم انس بيع كل اثاث بيتي وابوابه وشبابيكه من اجل وصفة دواء لولدي اعذروني لانني تمسكت بالموبايل اليوم فوجدته جميلا .. اعذروني فسيارتي ال 2019 اتمسك بها واراها نعمة قياسا بذلك الزمان ..

آسف لن انسى هجرتنا الى ليبيا واليمن بعدما بعنا كل شيء من اجل رسم الجواز وتذكرة السفر لم انس اثناء مروري من الاردن لصنعاء خيرة الشباب المتعلمين يعملون عمالا وعتالين في اسواق الخضار ويفترشون الارض لبيع كل عتيق ولم انس علماء واطباء العراق وهم مشردون في كل بقاع الارض

آسف ظننتكم بنعمة فعندكم دستور بدل ذاك المؤقت الذي كان مطاطا يشده ويرخيه سيدكم حسب الحاجة .. اسف ظننت اننا بنعمة بعد ان وجدتكم في كل بلد زرته تقضون ايام عطلكم ببذخ ورفاه ..

آسف ان كنت لا اعلم ان الشعوب تبذل الدماء من اجل الحرية والكرامة ..

آسف فقائمة نسياني طويلة ولكني تعبت من ذكرها فلا طائل من ذكرها لمن عشقوا الذل واشتاقوا لسيد يسوقهم بالعصا كالاغنام فما زال العبيد يحنون لمرحلة النظام البعثي السابق ومآسيه مع الاستسلام التام لعودة الجلاد ينبطحون طواعيةً تحت سياطه ويتلذذون بشدّة الجلد !!!

آسف فلم اكن ادري أن هنالك كثير من الشعب فاقد الذاكرة اعذروني فانا خارج نطاق التغطية …

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى