بحث الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع كبار المسؤولين العراقيين حزمة من القضايا والملفات السياسية والأمنية والإنسانية المتعلقة بالوضع العراقي، مؤكدًا دعم المنظمة الدولية لجهود العراق في تعزيز وترسيخ السلام والاستقرار وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لجميع أبناء البلد.
وفي أول زيارة له للعراق منذ عام 2017، اجتمع غوتيريش في العاصمة بغداد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ووزير الخارجية فؤاد حسين، والتقى عددًا من الشخصيات السياسية العراقية ومديري بعض المنظمات الإنسانية والحقوقية من المكونات المختلفة خلال مأدبة عشاء أقيمت تكريمًا له، قبل أن يتوجه الى مدينة أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان بشمال العراق للقاء عدد من المسؤولين الأكراد، وتفقد بعض مخيمات النازحين في الإقليم.
وخلال لقائه السوداني، قدم الأخير شكره لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، مثمنًا جهودها في مساعدة بلاده بمراحل مختلفة.
وأكد أن العراق تجاوز أزمته السياسية، وتركزت جهوده في المرحلة الراهنة على التحديات الاقتصادية والبيئية، حيث وضعت الحكومة عدة أولويات لمواجهة تلك التحديات، مبينًا أن انتصار العراق على عصابات “داعش” الإرهابية جاء نتيجة تلاحم العراقيين وإيمانهم بالتعايش، فضلًا عن ذلك، استعرض رئيس الوزراء العراقي خطط حكومته لتطوير قطاع الشباب واستثمار قدراتهم وإمكانياتهم، وسعيها لتنويع الاقتصاد، فضلًا عن انتهاجها مبدأ الشراكات الاقتصادية المتعددة في علاقاتها الخارجية.
من جانبه، وصف الأمين العام للمنظمة الدولية زيارته للعراق بالمميزة، وأكد دعم المجتمع الدولي للعراق في ملف التحديات المناخية، وملف النازحين، مشيدًا بأولويات الحكومة وتركيزها على ملف مكافحة الفساد، وثمّن قرارها الشجاع والإيجابي لإعادة النازحين إلى مناطقهم.
وأكد غوتيريش استعداد الأمم المتحدة لدعم حكومة العراق إزاء التحديات التي تواجهها، وأعرب عن تفاؤله بما تقوم به الحكومة العراقية من جهود في جميع المجالات.
وفي لقائه وزير الخارجية فؤاد حسين، شدد غوتيريش على أن العراقيين سيتمكّنون من تجاوز الصعوبات والتحدّيات التي يواجهونها بفضل الحوار المفتوح والشامل، وسيكون للعراق مستقبل سلام وازدهار مع مؤسسات ديمقراطية متينة.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قد قال في وقت سابق “إن زيارة غوتيريش للعراق تهدف لإعادة التأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم جهود العراق لتعزيز السلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لجميع العراقيين”.
ومنذ عام 2003، أي بعد سقوط نظام صدام حسين، كانت الأمم المتحدة موجودة بصورة دائمة في العراق من خلال بعثتها (يونامي) للمساعدة في المجالات والجوانب السياسية والحياتية والإنسانية المختلفة، وقد اغتيل أول مبعوث للمنظمة الدولية الى العراق وهو الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو دي ميلو بتفجير سيارة مفخخة استهدف مقر المنظمة الدولية وسط العاصمة بغداد في التاسع عشر من شهر آب/أغسطس 2003.
وغالبًا ما كان عمل ونشاط الأمم المتحدة في العراق مثار جدل وسجال بسبب التدخلات السياسية وتجاوز المهام المحددة من قبل مبعوثي المنظمة، ولا سيما المبعوثة الأممية الحالية جينين بلاسخارت التي عُرفت بتدخلاتها بالشؤون السياسية بصورة غير مقبولة وانحيازها لأطراف معينة دون أخرى، ناهيك عن بعض تحركاتها المساهمة في إثارة الفتن وتصعيد الأزمات.