مقالات

مالنا واليمن !! حكومة غير شرعية !!

باقر لجبوري

اعتقد ان لحكومتنا ولكل الحكومات العربية الحق في عدم ارسال التعازي لحكومة اليمن ( غير الشرعية ) لاستشهاد رئيسها ووزرائه لانها بالاساس حكومة غير شرعية وإنقلابية وغير معترف بها اقليمياً وعالمياً !!
نعم … وهذه طبعاً هي رؤية كل دول الخليج التي تدعم الطرف الاخر من المعادلة في اليمن والذي كان يستخدم المفخخات والانتحارين لضرب الشعب اليمني بعناوين طائفية ويقدم كل الدعم والاسناد لتنظيم ( القا..عدة ) الارهابي في الجزيرة العربية للقيام بهذه المهمة القذرة وهذه هي نفس الرؤية الأمريكية والاسرائيلية للوضع اليمني !!
ولكن ..
وقبل ان تقلب الصفحة انتظر لحظة !!
فلا ادري كيف نسيت ان حكومتنا والحكومات العربية التي ذكرناها والتي لاتعترف منذ اكثر من ثمان سنوات بشرعية حكومة اليمن ( الحوثية ) هي نفسها التي أعترفت بحكومة ( الجولاني ) ( الغير شرعية ) وجيشها الغير شرعي من ارهابيي ( الاوزبك والتركمانستان والشيشان والقوقازين والايغور ومعهم كل قذارات العالم العربي ولاسلامي التكفيري ) الذين اسقطوا حكومة بشار الاسد في سوريا والتي كانت حكومة شرعية منتخبة من الشعب ومعترف بشرعيتها أقليمياً بدليل مشاركة الاسد في القمم العربية الاخيرة وسفراته الاخيرة بين قطر ولامارات والسعودية من دول الغدر التي خانته وشاركت في إسقاطه وتدمير سوريا الى الابد !!
صح لو لا !!
وحتى نفهم الموضوع أكثر اعتقد ان علينا ان نعترف أن دول الخليج باتت تعترف بحكومة الجولاني رغم إسقاطه لشرعية الاسد لان الجولاني وكما هو واضح قد أصبح ( الطفل المدلل ) لأمريكا ولاسرائيل التي شطبت أسمه من قائمة المطلوبين بقضايا الارهاب وطلبت من جميع الدول في المحيط الاقليمي الاعتراف بحكومته ومساعدته في كل المجالات !!
طبعا .. فقد سلم لاسرائيل كل الاراضي السورية وحيث ماتشتهي نفسها ( احتلال او بيع لاسرائيل او انشاء قواعد امريكية او طرق برية للوصل الى أقصى الشرق باتجاه الحدود مع العراق )!!
هذه هي حقيقة الشرعية التي يراها العربان والتي تعتمد على مقدار تقارب الدول والحكومات والاشخاص والشعوب مع المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة !!
فاذا كنت مع امريكا وإسرائيل فلك كل الشرعية وان لم يكن لك علاقة بهم فلاشرعية لك ولا لحكومتهم ولو خرج الشعب كله الى الشوارع لتأييدك وانتخابك أو الدفاع عنك !!!
اعتقد ان على حكومتنا العراقية أن تتذكر كيف كانت أغلب الحكومات العربية ولغاية عام (2014) لاتعترف بشرعية الحكومة العراقية رغم كل ماقدمته لتلك الدول من تنازلات !!
واعتقد انه لولا انتصار العراق بعد (2017) على دا..عش ( الامريكي الاسرائيلي العربي ) بفضل فتوى مرجعنا وإسناد الجمهورية الايرانية وقيام الحجة بقيام امة الح..شد بتكليفها الشرعي واستعادة قواتنا الامنية لزمام المبادرة وإعادة التنظيم ودعس ( دولة الد..واعش ) لما عادت سفارات تلك الدول الى بغداد من جديد !
وحتى نكون دقيقين في الطرح فحتى مع عودة تلك السفارات فما كانت لتعود الا لتمارس خطتها الناعمة الجديدة للتخريب والدمار والاستعمار بحجة البناء والتطوير والاستثمار !!
من مهازل السياسة ان نكون اتباعاً لافكار ( العربان ) ممن دعم الارهاب ضدنا ولسنوات طويلة وأفتى بذبح ابنائنا وفجر حسينياتنا ومساجدنا اسواقنا وجامعاتنا ومدارسنا وأغتال قادتنا وزعمائنا واساتذتنا ووجهائنا لنحدد وحسب مايشتهي هولاء العربان شرعية الحكومات والدول التي من حولنا وكأننا بلا رأي وبلا عقل وبلا سياسة ولا مصالح !!!
للاسف … سقطة لاتغتفر !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى