
لاقصاء الشيعة عن حكم العراق !!
أكثر من ( 100 ) عام وتحديدا بعد بعد ثورة العشرين وانتصارها وتيقن الانكليزي المهزوم الذي كان يفرض سيطرته على الامة من إستحالة بقاء الاحتلال في العراق !!
لم يجد أمامه من سبيل الى العودة الى واجهة السلطة الا باستبدال خطة الاستعمار واستبدالها بالبقاء تحت غطاء الاستحمار !!
فدفع ببعض عملائه في ذلك الزمان من المحسوبين على شخصيات وواجهات السنة للضحك على ذقون ساسة الشيعة ومجتمعهم الذي قادة ثورة العشرين واعطى الشهداء والدماء من اجل الحرية !!
البعض من هؤلاء كان يصرح انه لن يشارك في حكومة يصنعها المحتل وأنه لن يشارك في كتابة دستور يكتب بوجود المحتل !
ثم يلتفت ليقول للشيعة ( كيف تدخلون في حكومة يصنعها الانكليزي ) و( كيف لكم ان تشاركون في كتابة دستور بمشاركة ورعاية المحتل ) وهذا الكلام باعتبار انهم يصورون للشيعة انهم يرونهم وطنيين ومخلصين للوطن وان هذا الموضوع قد يسيء الى وطنيتهم !!
المهم … اقتنع الشيعة بالملعوب !!
فخرج الشيعة من كل تلك المباحثات ( تأسيس الحكومة واختيار شكلها ونوعها وكتابة دستورها ) تاركين خلفهم ( المستر ولسن ) مع ( جوقة المنافقين ) ( يلعب بكيفه ) ليرسم ملامح وصورة الدولة العراقية ومن يحكمها للمئة عام القادمة !!
أما الشيعة فقد خرجوا بعدها الى الشوارع ليصدح مهوالهم ( أخوان سنة وشيعة وهذا الوطن منبيعه ) عسى ان يبعدوا عنهم وعن مذهبهم تهمة التبعية للمرجع الايراني ( الشيرازي ) ( الغير عراقي ) الوحيد الذي افتى بالثورة ضد المحتل الانكليزي بعد أن خنس العراقيون الاقحاح من الافتاء بالجهاد في ذلك الزمن !
وللذكرى .. ففي ذلك الوقت كانت أغلب عشائر الجنوب الشيعي تحت نيران قصف الطائرات البريطانية واغلب شيوخها عرضة للاستهداف بالقتل أو السجن والتنكيل بينما كان هنالك شيوخ معروفين في محافظات اخرى ينعمون بفضلات البريطاني ومنهم من حصل على اراضي ومقاطعات شاسعة تحت عنوان ( بدل خاوة ) وهذا ماهو مسجل في سندات تلك الاراضي التي أهديت لهم مقابل بقاء سير القوافل ( العسكرية ) في محافظاتهم !!
نعم .. لان الجماعة لم يكونوا مجاهدين كما كذب علينا التاريخ البعثي الاعور وانما كان عملهم في التسليب وقطع الطريق والعيش على مال الحرام !!!
بعد تلك المظاهرة تفرق الجميع بكلمات الوداع والشيعة لايعلمون ان القصة لم تنتهي بل لازالت في بدايتها وأن القادم أسوء حتى من رصاص الاستعمار الانكليزي الذي أنهمر عليهم في تلك المظاهرات !!!
الساسة السنة ( المنافقون ) في ذلك اليوم لم يتظاهروا ولم يتصارخوا في الشوارع ولم يعودوا الى منازلهم وإنما عادوا وهم يركضون ويلهثون مسرعين الى ذلك الاجتماع المغلق مع ( المستر ولسن ) وليعلنوا أمامه وتحت قدميه الولاء والطاعة للتاج البريطاني ( ابو الخبزة ) فبصموا له على بياض بأصابع أيديهم وارجلهم في مقابل اقصاء الشيعة من الحكم وتشكيل مملكة يحكمها ملك ( سني ) لاينتمي أصلا للعراق وليس له أي علاقة بثورة العشرين ولابقادتها ولابمجتمها الشيعي !
مملكة طائفية يتم فيها معاقبة أصحاب الثورة الحقيقيين من المرجع الاعلى الى العامل والكاسب والفلاح والفقير الشيعي الذي شارك فيها والثأر منهم على كل الدماء التي أريقت من للانكليز وتحريف تاريخ الثورة واعادة كتابته من جديد ليحذف منها أسم المرجع ( الشيرازي ) واسم ( شعلان ابو الجون ) ويوضع بدلا عنهم فلان وعلان !!
وما اشبه اليوم بالبارحة …
فبعد (100) عام ولازال العدو نفس العدو ( المحتل الإنكليزي هو نفس المحتل الأمريكي ) ولازال الخونة نفس الخونة ( ساسة السنة في 1921 هم نفس ساسة السنة بعد 2003 ) !
ولازال نفس الثائر المغبون حقه ( من الشيرازي ألى السيستاني ) ومن شيعة ذلك الزمان الى حشد هذا الزمان ونفس الفتوى النجفية في ( 1920 ) هي نفسها التي صدرت ( 2014 )!!
مشكلتنا أننا لازلنا نعاني من نفس المخطط الاقصائي منذ ثورة العشرين وحتى هذه الساعة لعزل الشيعة من الحكم !!
فلازالت السقيفة هي نفس السقيفة !!
ولازال المستر ولسن يتقلب بين اصلاب الرجال من بريمر الى المستر جون بايدن او بومبيوا أو ترامب او غيرهم !!!
والمشكلة الاكبر أن ذلك المهوال ( الاغم ) لازال يصدح في شوارعنا ومظاهراتنا ومناسباتنا الوطنية وحتى الدينية ( اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن مانبيعه )
( الملعوب ) واحد و( المغبون ) واحد و( الاغم ) واحد !!
وما اكثر العبر …