
— نميمة إجتماعية ☝️
واقف على ناصية الشارع وهو متأنق بزيادة كفتاة ستذهب إلى حفل زفاف.. ينظر لساعته بطريقة مبالغ فيها فقط ليلفت الأنظار لساعته اللامعة، وبعد ساعة تصل حافلة لتنزل منها فتاة مرتبكة وتتأبط ذراعه ويدخلان إلى مطعم قريب.. هو سيدفع ثمن العشاء من المال الذي أخذه من والدته او (ماما) كما يناديها هو، وأما الفتاة فستدفع ثمن الأكل من شرف أبيها او (بابا) كما تناديه هي والذي طار فرحا يوم ولدت لأنه أخيرا صار أب!
لا تظنوا بأني فضولي لدرجة أنني سأكلف نفسي عناء اللحاق بهما إلى داخل المطعم والتجسس على ما سيقولانه، فكل ما سيقولانه معروف، وكل ما سيقولانه معروف، وحتى ما سيطلبانه من أكل معروف أيضا، ونهاية حكايتهما معروفة أيضا، وهذه من المزايا التي يحصل عليها الشخص عندما يكبر في السن، وهو ما يطلق عليه العارفون بخبرة الشيوخ، ولذلك صدقوني لو أخبرتكم بأني أعرف ما سيحصل بينهما في المستقبل دون الحاجة لبلورة سحرية.
ما يثير حفيظتي دوما أمران لا أستطيع أن أستوعبهما مهما تكرر هذا الموقف أمامي أو سمعت عنه، الأول هو أن هناك نظرية مشهورة مفادها أن النساء يقعن دائما في غرام الأوغاد، والأوغاد دائما يقودون من يصدقنهم إلى الندم والحسرة، وهن غالبا يعرفن أن نهاية هذا الوضع لا يمكن أن تنتهي بحياة سعيدة؛ فالأوغاد – لدواع أمنية – لا يتزوجون من خرجن معهم! ثم أين أهلها، وكيف تركوها تخرج هكذا، وفي وقت كهذا؟!
أما الأمر الثاني الذي لم أستطع أستيعابه هو لماذا يتأنق شخص لهذه الدرجة المكلفة والمرهقة ليبدو شخصا محترما، ثم يضع نفسه في موقف غير محترم! هو يعرف في داخله أنه غير محترم لأنه يخاف أن يراه أحد في موقف لا يقبله هو نفسه على أهله، ويعرف أن به سفه وهو يضيع وقته وجهده ومال الذين خلفوه على شيء غير حقيقي ولا يحقق له أي إنجاز عملي في الحياة بدل البحث عن عمل أو مهنة تمكنه من أن يبدأ في تكوين حياة حقيقية!
لدي صديقان أعرفهما منذ دهر، وهما يقفان على النقيض من بعضهما، أحدهما محترم والآخر ليس كذلك. ودون ذكر الأسماء يكفي أن تعرفوا بأن الأول يملك بيتا هانئا، وقضية يعيش من أجلها، وضميرا نقيا كينبوع ماء ربيعي مبهج.. بينما الآخر (فلنتينو) يعيش حياة الضنك والخيبة والندم، وضميرا مكفهرا يجعله قلق دوما على بناته لأنه يعرف أن من دق باب الناس.. وكما تدين.. ومن كان ……الخ من الأمثال والحكم.. اللهم إني صائم