شؤون اقليميةمقالات

واقع حزبُ الله بعد الحرب المُدَمِرَة بعيداً عن التكهنات “أهلُ مَكَّة أدرىَ بِشِعابها”

كَتَبَ إسماعيل النجار

نقرأ كل يوم في الكثير من الصُحُف والمواقع الألكترونية ولكثير من الكُتَّاب الأعِزاء من الأصدقاء من خارج لبنان ونقرأ أيضاً ما يقوله العدو وإعلامه عن مآ آلَت إليه الظروف السياسيه والأمنية والعسكرية للمقاومة،
البعض كَتَب واستفاض عن عمق جراح الحزب وعن السنين الطويلة التي يحتاجها للتعافي وغير ذلك، حتى أن البعض بدأَ بتسويق الهزيمة وإعطاء صورة بأن حزب الله إنتهى ولن تقوم له قائمة بعد اليوم،
هذا الأمر إستفذني گ كاتب وكمراقب من لبنان ومن بيئة المقاومة وحَثَني على توضيح بعض النقاط رداً على الأعداء، وللأصدقاء الموهومين بالدعاية الصهيونية،
أولاً إسرائيل لم تستطِع حسم المعركة في قطاع غزة منذ أكثر من سبعة عشرة شهر ولا زالت تتلقىَ الضربات وأضطرَّت خانعه خاضعه تحت ضغط الشارع الصهيوني للإنصياع وإبرام إتفاق لتبادل الأسرىَ مع حركة حماس، والذي يوقع على الإستلام والتسليم قادة الحركة العسكريين أنفسهم وليسَ وسيط أو بديل!؟ وهذا دليل أن المقاومة الفلسطينية لا زالت صامدة تقاتل وتمسك بزمام المبادرة عسكرياً على الأرض،
لا تحدثوني عن عدد الشهداء والجرحىَ وحجم الدمار الذي أوقعته آلة الحرب الأميركية  في غزة كل هذا ليسَ معياراً للنصر لدى إسرائيل؟ فالمقاومة الفلسطينية لا زالت على سلاحها وتطلق النار إذاً لا زال إعلان النصر لأي طرف بعيد جداً عن الواقع وإعلان هزيمة أي طرف ليسَ هوَ وقتها الصحيح الآن،
أيضاً علينا أن نأخذ بعين الإعتبار حجم البقعه الجغرافيه التي يقاتل عليها الشعب الفلسطيني وحجم الحصار المفروض عربياً وصهيونياً عليهم،
*ماذا أنجزت إسرائيل غير القتل والدمار والتهجير في القطاع؟..
لا شيء.
إذاً الأسرى يعودون بفضل إصرار المقاومة البطلَة التي لم تُذعِن، وهذا مثال على حقيقة نتائج المواجهة،

أما على جبهة لبنان الجنوبية،
فإن الأمر كانَ مُختلفاً تماماً عن غزة لأن المواجهات كانت أكبر وأشمَل وكثافة تبادل النيران كانت لا نظير لها،
إسرائيل حاولت التقدم بإتجاه الأراضي اللبنانيه على أكثر من مِحوَر وعلى عدة دفعات وكانت المقاومة اللبنانية تتصدى لجميع هذه المحاولات وتنتهي المعركة بتراجع العدو وفشل الهجوم،
*جنوباً على إمتداد الشريط الحدودي وعلى طول الجبهة الأمامية لم تتمكن فُرَق وألوية النُخبَة الصهاينة من دخول أي قرية أو رفع العلم الصهيوني فيها وبقيَ القتال يدور على حوافي هذه القرىَ وكانت اليد العُليا لرجال الله على الأرض،
رغم تفجيرات البيجر وإغتيال كبار القادة العسكريين بضربات متلاحقة وثم إغتيال الأمين العام المفدىَ السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين إلَّا أن خط سير المعركة إستمر كما بدأ في أول يوم وإسرائيل تُضرَب على عنقها، في ذات الوقت نحن نعترف أن سلاح الجو الصهيوني ومعه عدة دُوَل ولن تستطيع إسرائيل إنكار ذلك والأيام ستكشف كل مَن شارك بقصفنا، ألحقوا دماراً كبيراً في الجنوب والضاحية والبقاع وارتكبوا مجازر فظيعه بالمدنيين كوسيلة ضغط مدروسة لإركاع المقاومة وإخضاعها، وعلى مدى 66 يوم وقوافل الشهداء من المدنيين لم تتوقف،

*مُوافقَة حزب الله على وقف إطلاق النار أسبابهُ واضحة أولها أن النازحين اللبنانيين الذين لم يلقوا إهتماماً من حكومة بلدهم وتم التعامل معهم بشكل مخزي وبتجاهل كبير لدرجة أن قوى الأمن اللبناني قامت بعدة محاولات لطرد بعضهم عن أرصفة الطرقات بدل إيوائهم، هذا صنف من صنوف الضغوط التي مورِسَت على بيئة المقاومة داخلياً بأوامر وإملاءَآت أميركية وهي مؤكدة حتى لو أنكروا ذلك،
الأمر الآخر إستغلال 80٪ من اللبنانيين للنازحين من خلال رفع أجارات المنازل التي وصلت إلى عشرين ضعف ما تستحق كقيمة في الأيام العادية وضعف إمكانات النازحين،
ثالثاً،، الضغط النفسي والمعنوي على أبناء البيئة في بعض المناطق المختلفه معهم مذهبياً وكل شيء مُوَثَق،
رابعاً،، عدم تمكن الحزب من تقديم معونات مادية كافية ومستمرة لبعض النازحين لصعوبة التنقل وبسبب الإستهداف الصهيوني جواً،
خامساً،، حجم التأييد العربي والإسلامي الذي لاقته إسرائيل ضد المقاومة الذي قطع كل أمل بمساندة أبناء أمتنا لنا،
*كل هذه الأسباب مجتمعه مع الفشل الصهيوني في التقدم براً وإحتلال القرى الأمامية رأىَ حزب الله أنه لا داعي للإستمرار في الحرب وأن وقف إطلاق النار يصُب في مصلحته لطالما أن إسرائيل تتوسل للوصول إليه،
تم الإتفاق على تنفيذ القرار 1701 ووقف الأعمال الحربية لستين يوم وهذا كان التقدير الخاطئ للمقاومة لأنها تعرف إسرائيل وخبرتها على مدى عقود، ولأن تلك الأيام الستين وثم تمديدها كانَ لمصلحة إسرائيل التي لم تلتزم بحرف من نصوص الإتفاق، بينما حزب الله نفذ كامل بنوده فاستباحت تل أبيب القرىَ ودمرت المنازل الواحد تلو الآخر واحتلت بعض هذه القرى التي عجزت ألدخول إليها خلال أيام القتال،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى