ملفات الصراع في الشرق الأوسط بين تقويض إيران ودمج اسرائيل في المنطقة..!!
غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
كل الصراعات في منطقة الشرق الأوسط، سواء تلك التي حدثت في العراق واليمن وليبيا والسودان، بما فيها أحداث غزة، واغتيالات الصف الاول من قادة حزب الله، أو التي حدثت مؤخراً في سوريا، والتي أصبحت مرهونة إلى حد كبير بالموقف الأمريكي من جانب، والعربي والإسلامي من جانب آخر، تحمل على رأس قائمة أهدافها ”تقويض إيران في الشرق الأوسط“ تمهيداً لإضعاف الشيعة والقضاء عليهم سياسياً وعسكرياً، حتى وإن غلب الصمت مواقفهم، ولم يعلنوا عنها رسميا، بما فيها الإدارات السياسية الغربية والعربية الراحلة والحالية، الامريكية من ”أوباما لترامب“ والإسرائيلية من ”نفتالي لنتنياهو“ والفرنسية من ”ساركوزي لماكرون“ والبريطانية من ”كاميرون لجونسون“ والسعودية من ”الملك عبدالله للملك سلمان“ والمصرية من ”محمد مرسي للسيسي“ فضلا عن تلك الدول التي لم يطرأ عليها تغيير سياسي يذكر، كالإمارات وقطر وتركيا، فكلها تتبنى مشروع ”تقويض إيران وإضعاف الشيعة“ وصولا لدمج اسرائيل كليا بمنطقة الشرق الأوسط.
▪️ أستراتيجية دمج اسرائيل في الشرق الأوسط.
الاستراتيجية الغربية والإسرائيلية الطويلة الأمد، والعربية والإسلامية المعاصرة، تتبني مشروع دمج إسرائيل في المنطقة، ولم يتم ذلك إلا من خلال تقويض إيران وإضعاف الشيعة، وهذه الاستراتيجية بصورتها الحالية أخلصت لها أغلب الدول الخليجية والعربية وقسم كبير من الدول الاسلامية، برؤية مستقبلية ارتبطت ارتباط مدنس مع الغرب، لخدمة هذا المشروع، لأجراء تغيير جيوسياسي جذري في منطقة الشرق الأوسط.
▪️ تقويض إيران وإضعاف الشيعة مقابل تمدد الإرهاب والتطرف.
الانقلاب المفاجئ في سوريا، والذي غير المسارات والتوازنات هناك كثيراً، غير مرتبط بالشأن الداخلي السوري، ولا علاقه له بالثورة أو بالربيع الشامي، بل هي عبارة عن؛ مخادعة سياسية وعسكرية إستمرت لسنوات، وأنتجت هذا المشهد السياسي والعسكري المتشابك، قام بها تحالف التطبيع العالمي والمنسجمين معه، لتأسيس دولة طائفية دموية في سوريا، تقف بالضد من المحور الشيعي بكل حالاته، على غرار الدولة الأموية البائدة، ونقطة التحول في هذه الاحداث، أنها مؤيدة من قوى سياسية وشعبية كان لإيران والشيعة الفضل الأوحد في أيصالهم لما وصلوا إليه، وهم من أعطاهم خيار المقاومة والثبات والصمود لحد هذه اللحظه.
▪️ سورية ونقطة البداية.
تعتبر سورية ذات مواريث أموية ”سفيانية ومروانية“ وذات جغرافية مرتبطة بالآلة التي بطشت بالمعارضة الشيعية في حينها، ويمكن لهم اليوم أن حصلوا على التأييد الشرعي من النظام الذي كان يتحكم في مكة قبل فتحها، المحافظ على كينونتة، والمندس حاليا ببراعة بين صفوف الأمة الاسلامية، من إكمال تلك المسيرة الأموية القذرة، وإيجاد مخرج لمواجهة النفوذ الشيعي، وفرض واقع لا قوة للشيعة فيه. مع الاخذ بنظر الاعتبار أحياء مؤسسة الخلافة الإسلامية ”بهيئتها الحديثة“ من الجامع الأموي، بمباركة الغرب وإسرائيل، مع السماح للاخيرة بالتمدد والاندماج بالشرق الأوسط طولا بعرض، والمحافظة على بقاء القواعد والقوات الأمريكية في المنطقة إلى الأبد، لدعم وحماية الخلافة الأموية، والتمدد الإسرائيلي ومراقبة تنفيذ مشروع تقويض الشيعة، وتجريدهم من صناعة القرار السياسي والقوة العسكرية.