سوريا والانقلاب الفكري من مقاومة اسرائيل لمخاللتها..!!
غيث العبيدي: ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.
تعمل التنظيمات الإرهابية المتحالفة في سوريا بكل طاقاتها، بعد أن سيطروا على ثالوث« السلطة والمال والسلاح» على إنتاج مولود مسخ، يمثل أنقلاب في المسار الفكري “السياسي والديني” ومتحول ذو بعدين مؤكدين يشيران إلى أن العدو “أيران وحلفائها” والصديق “أسرائيل وحلفائها” لتلتحق دمشق بركب باقي العواصم العربية، أو قد تسبقهم أشواط في الانسجام مع أسرائيل كليا، نظراً لعدم صدور مواقف وتصريحات سابقة منهم ضد إسرائيل، وتمتلك قضية واحدة وهي أن “سوريا السابقة” لم تعد صالحة للزمن العربي والإسلامي الحاضر، وبما أن بشار الأسد باطل فالنتنياهوا حق، ولابد من انتاج صيغة فكرية جديدة تتناسب وحجم هذا الانقلاب الكبير.
الشعب السوري سيجد نفسه أمام نفق من الحتميات، التي ستفرضها عليه المؤسسة السياسية والجامع الأموي، وأنهم في جوهرهم أولاد هذا النموذج الفكري الجديد، وان المنطق الفكري لسوريا السابقة، منطق غبي، حكم وتحكم، ولم يعد يتماشى مع منطق وافكار السوريين الجدد، وعلى الشعب أن يتفاعل مع المفاهيم الجديدة حتى تفتح لهم ابواب الرفاهية على مصراعيها.
الآلية التي سيعملون عليها حاليا “جزئية مناطقية” تكرس فيها تلك الأفكار، وترمي بهم لتخوم الرفاهية، مع الأخذ بنظر الاعتبار، الإبقاء على الأفكار القديمة “السطحية” غير الضارة بالسلطتين السياسية والأموية، وغير النافعة للشعب، والاستمرار بنداء الإصلاح، وبناء سوريا موحدة وجامعة لكل الأطياف، حتى تندمج كليا مع الواقع العربي الحالي.
الحالة السورية الجديدة، وقراءتها وتحليلها، لحد هذه اللحظة، هي عبارة عن “مملكة أرهاب” بوجهين وصورتين، عنيف في الداخل السوري، وناعم مصقول وساكن وبلا حركة تجاه إسرائيل، والأحداث اليومية التي نراها ونشهدها، ماهي الا صور عديدة لأنعكاس الأفكار والمتبنيات الحديثة في سوريا الجديدة.