شؤون اقليميةمقالات

اللامركزية في مجابهة  النفاق  الامريكي الخطط البديلة

بقلم_ الخبير عباس الزيدي

ماقبل احتلال العراق  كان النقاش دائرا حول الكيفية التي من خلالها تتم  فيها ادارة الدولة العراقية وكنا نعتقد ان القوى السياسية العراقية لديها  خطة متكاملة لبناء الدولة ومؤسساتها وادارة  كل الملفات  ليس لخبرتها بل لما شاهدته من تجارب لدول  سواء في المهجر  تنقلها للعراق او من خلال  ملاحظاتها على تجربة الحكم  الصدامي  العفلقي السيئة والفاشلة •
وفي النهاية  شاهدنا تنافس بل صراع كبير وتجربة سيئة وفلتان وتخبط لا استراتيجية فيها  ولاخطط مسبقة•
اليوم اذا ما اسقطنا ذلك الواقع على  محور المقاومة حيث كنا نعتقد  ان هناك  خطط دفاع واخرى طارئة وسياسة  واضحة كنا شهدناها سابقا قبل استشهاد القائد العظيم الحاج قاسم سليماني  ويبدوا ان بعد استشهاده تبعثر كل  شي فلا خطط ولا استراتيجية ولا رؤيا كاملة للمحور بل هي اجتهادات او مهام تسند دون تخطيط  مسبق •
ان الفراغ الكبير  الذي حصل بعد استشهاد القائد الحاج  قاسم سليماني واضح للعيان ومما زاد الطين بله هو استشهاد سماحة  السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه حيث كان الرهان عليه في إدارة ملف  محور  المقاومة  بكامله وهنا نقصد الادارة الميدانية  عسكريا كانت او غيرها •
وربما يعترض البعض ويقول هناك السيد الولي  اعلى الله مقامه لازال موجودا نعم هو موجو (نسال الله ان يطول في عمره ويحفظه  وينصره ) وهو يعطي الكليات والخطوط العريضة لتشرع المؤسسات بتنفيذ توجيهاته حسب مقتضاياتها بالتفاصيل  الدقيقة لكن هذه المؤسسات نراهاعاجزة اليوم وليس  كسابق عهدها عن ترجمة التوجيهات كما كان ينفذها الحاج الشهيد سليماني •
كان الحاج قاسم سليماني هكذا يستلم  الاشارات من خلال  الخطاب  ليفصل المسارات بخطط على ابناء المحور تصب فيها جميع الجهودالموحدة  لتحقيق الاهداف من غير تقاطع  وكلها منسجمة ومتوافقة لا يوجد فيها اجتهاد  شخصي او عزف منفرد خارج الاوركسترا ا وسمفونية النصر •
اليوم  نرى ان المؤسسة الخاصة بمحور المقاومة  عاجزة عن فهم الواقع او قراءة المستقبل وبالتالي عجزها عن طرح  المعالجات والخروج بمواقف ناجعة رئيسية او اخرى  بديلة  على مستوى السياسات الدفاعية  او الاحترازية التي كانت تصدر بصورة مركزية وربما يقف وراء ذلك أكثر من سبب من اهمها الاعتماد على الطرق  الكلاسيكية القديمة التي لاتواكب الاليات الحديثة  للصراع  وايضا الاعتماد على الادوات التي عاشت الترف السياسي او الرخاء وكنز الاموال بالدرجة التي دب في مفاصلها الاسترخاء  واصبحت لا تهتم  بالعقول واصحاب الفكر النير واهل الحكمة والدراية بل رافقت اصحاب الملق والنفاق وماسحي  الاكتاف  فمنحتهم مراكز  دراسات وبحوث فارغة  المحتوى  واعطتهم وسائل إعلام  تطبل من غير فائدة واغدقت عليهم بالاموال وسرعان  ماتنصلوا عنها ووجهوا بوصلتهم وحرابهم علينا والقادم  اسوء •
لذلك نرى اليوم تضائل وانحسار المركزية  لاعضاء محور المقاومة ولجوء الكثير منهم حاليا على خطط الدفاع  المحلي •
ان قطع طرق  التواصل والمواصلات وتعثر الدعم و الاتصالات شجعت العدو بالذهاب نحو التصعيد  الخطير  وسيزداد ذلك وبسرعة البرق
ولكن يبقى السبب الرئيس في هذا التراجع هو بسبب ضعف القرار الميداني المباغث والاعتماد على المناورة السياسية التي افقدت المحور مبدأ  المباغتة وهو اهم عنصر لحسم  اي مواجهة•
والدليل على ما ذكرناه الان يتمثل بالواقع في سوريا ولبنان وايضا يكمن في   العجز الواضح مؤخرا عن إبداء  المساعدات  او الخروج بموقف حازم وردعي وقوي في كل من لبنان  وسوريا وربما الوضع ينطبق لاحقا على العراق واليمن فيما بعد•
نحن هنا لسنا في موقف  تراجعي او نتنصل عن  مبادئنا او مواقفنا وليس بموقع اليائس المهزوم  بل نحن هنا نؤشر على مواطن  الخلل والضعف لتدارك الموقف وقلب المعادلات
تبقى قوتنا في وحدة الموقف في الميدان  وليس على خطط الدفاع  المحلية المنفردة •
اليوم لابد للمحور من الاسراع في تفعيل خطة الطوارى خاصتة قبل  فوات  الاوان
علما ان الوقت ليس لصالح الجميع بما فيه  العدو  الذي يسبقنا بخطوات ضئيلة
حيث من الممكن تدارك الخطر
والله من وراء القصد محيط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى