لماذا تهدد روسيا بتسليح محور المقاومة !!
سعيد البدري ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الستراتيجية في بغداد
لم يعد سرا ان التعاون العسكري بين جمهورية ايران الاسلامية وروسيا الاتحادية اخذ بالتطور ،وقد تحول بشكل تدريجي إلى ما يشبه الحلف الستراتيجي رغم وجود اختلافات ايدلوجية عميقة ، ربما ان لغة المصالح هي ما يحكم سلوك الطرفين ،كما ان الحاجة لوجود محور تصحيحي يصد التمدد الامريكي ويفضي لعالم متعدد الاقطاب ،هدف معلن يسهم بتعزيز هذا الحلف ويقف في طريق استمرار هيمنة اميركا على العالم ،تشير قراءات الاميريكيين لتعاظم العلاقة بين الجانبين الايراني- الروسي والتي تعتبره كما تشير تقاريرها السرية والعلنية بأنه وصل لمراحل متقدمة ،وسيكون له اثر بالغ في تهديد أمن حلفائها وشركائها كما تزعم ،لذا فقد عمدت خلال العامين الاخيرين لادراج هذا التعاون ومعالجته ضمن الأولويات الأمنية الأكثر إلحاحا ،ولعلها قد شرعت بوضع الخطط والتصورات لمواجهته وتقويضه بهدف تأكيد استمرار تفوقها العسكري في المنطقة والعالم .
ما يمكن تأكيده بهذا الصدد ان روسيا هددت فعليا بمعاقبة الاميريكيين والناتو الذي تتزعمه ،وقامت بشكل محدود طبقا لتفاهمات عسكرية بينها وبين ايران بتنفيذ عمليات النقل العسكرية المتبادلة ،وذهبت بأتجاه تبادل التكنولوجيا الدفاعية في خطوة لتأكيد هذا التعاون اولا ،وكرد فعل على الدعم الاميريكي لأوكرانيا ،مع الاشارة الى ان هذه الاتفاقات والتفاهمات يمكن ان تمتد وتتطور لتتحول الى اتفاقية دفاع مشترك ،ولعل تزويد طهران للروس بالطائرات الهجومية الانقضاضية بدون طيار، كما ابدت الاستعداد لتجهيز الجيش الروسي بالصواريخ البالستية المطورة ذات المديات المتوسطة والبعيدة، والذي شاهدناه من تعاون وثيق خلال الحرب بين روسيا و اوكرانيا يعزز هذه الحالة.
في المقابل تفكر القيادة الروسية
بدعم طهران وتزويدها بطائرات مقاتلة من طراز “سو 35 ومروحيات الصياد الهجومية ،كما تتحدث بعض المصادر الغربية عن عزم روسيا تحسين منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ،بما في ذلك تكنولوجيا الانذار المبكر والرادارات ،لمساعدة حليفتها طهران لمواجهة اي هجمات اميريكية على الاراضي الايرانية في حال اتساع نطاق المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه الاميريكيين والغربيين ،وهو ماسيسهم الى حد كبير بتعزيز موقف القوات المسلحة الايرانية الدفاعية ،اما على المستوى الهجومي فامتلاك تكنولوجيا التشويش على الرادارات وتجاوز القبب الصاروخية والدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ المضادة سيعني بلا ادنى شك، ان ايران ستتحول لقوة عسكرية متعاظمة القوة والنفوذ وهو ما تحاول ان تتلافاه اميركا بدعوتها لعدم توسيع دائرة الحرب.
الحقيقة ان غايات روسيا من امداد ايران بالتكنولوجيا العسكرية الدفاعية واضحة ،ويمكن فهمها في سياقاتها الطبيعية ،ولا يمكن لأي جهة ان تنكر عليها ذلك ،فمادام الامريكيين يقودون التحالفات ويهددون امن البلدان،ومنها روسيا والصين ،فمن حق الاخيرة ان تنخرط في تحالفات مناوئة، وترى دانا سترول وهي مديرة الأبحاث في معهد واشنطن، والتي قدمت دراسة مستفيضة حول الشراكة الامنية الروسية – الايرانية لدوائر القرار الاميريكية ” ان خطر هذه الشراكة على المدى المتوسط إلى الطويل، سيكون لهذا المستوى من التبادل العسكري تداعيات على أمن المعدات الدفاعية الأمريكية التي يتم نقلها إلى الشركاء في مسارح متعددة، وعلى التوازن العالمي للقوة العسكرية، وسيتطلب من المخططين العسكريين إعادة تقييم خطط الحرب الحالية”، ويشير تقرير سترول ايضا الى ان ماتنويه روسيا بادخالها التحديثات على رادارات الدفاع الجوي الإيرانية ،سيتطلب من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تحديث خططهما إذا تجاوزت إيران عتبة الأسلحة النووية، وفي ذات السياق فأن ذلك سيقود الولايات المتحدة لوضع خطط دفاعية واسلحة جديدة لتزويد حلفائها العرب بها ،ولحماية قواعدها العسكرية وسيتطلب ذلك تحديثا لكل انظمتها في هذه البلدان ،اذا ما حصلت طهران على معدات عسكرية أكثر تطوراً.
مما تقدم يمكننا فهم دواعي زيارة السيد سيرغي شويغو الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، ولقائه بالرئيس الايراني مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الايرانيين ، في مثل هذا التوقيت الذي تعرضت فيه ايران لعدوان سافر طال اراضيها من قبل الكيان الصهيوني ومرتزقته وبدعم وضوء اخضر اميريكي ، كما ان تهديد طهران بالرد ،وقيام الامريكيين بارسال حاملات الطائرات والسفن والغواصات والطائرات والمستشارين العسكريين، يشير لاحتمالية تطور المواجهة ،وهذا ما يدعو الروس لدخول الميدان واثبات الدعم في اطار تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات التي تجعل من ايران قوة قادرة على تأديب الاميريكيين وكل حلفائهم ،وبالتأكيد ان كل ما تقدم لا يعني ان ايران الاسلامية ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ،بل ان الدعم الروسي والصيني ايضا امر تفرضه طبيعة المرحلة والتعقيدات التي تواجه المنطقة ،وسيكون لهذا الدعم ا
[5:32 م، 2024/8/6] drffeertyuui: لاثر البالغ في جعل ايران اقوى واكثر قدرة على مواجهة اعدائها وممارسة دورها في ردع المتطاولين ،ولعل ما تخشاه ادارة الخرف بايدن وشريكه المجرم نتنياهو هو استنساخ هذه التكنولوجيا ونقل جزء منها لشركاء ايران في محور المقاومة ،الذين باتوا اكثر تصميما على دحر جيش الاحتلال الصهيوني وحلفائه وتلقينهم دروسا لاتنسى في خضم المواجهة المحتدمة،التي ستنتهي بهزيمة الارهاب الصهيوني هزيمة نكراء ..