بعد ازدهار مدرسة الامامين الباقر والصادق عليهما السلام نمت حالة المذاهب وتوسعت
والسؤال : ان كان القصد سياسيا لمواجهة مدرسة اهل البيت ع فلماذا تعددت المذاهب المخالفة وتنوعت ولم تقتصر على مذهب واحد؟
الجواب
——
انشعاب الامم التي تحمل رسالة ما بعد مدة من ظهور تلك الرسالة واتباع المدارس التي تتبع رؤية معينة امر طبيعي وحقيقة تاريخية.لا تختص باتباع الرسالة الدينية ، وقد انشعب اليهود والنصارى الى مذاهب متعددة وانقسمت الشيوعية وانقسمت الناصرية والليبرالية وو…….. واعان على ذلك في شريعة النبي الخاتم ص عدم استيعاب بيانات النبي للشريعة في ابعادها المختلفة لقصر المدة وكثرة الانشغالات وعدم وجود ثقافة التدوين في زمانه والمنع من كتابة الحديث لتسعين عاما.
وما دون ونقل قد يختلف فهمه من شخص الى آخر ومساحات الفراغ التي لم يرد او على الاقل لم يصل فيها شيء تقضي الضرورة بملئها (واعني بالضرورة حاجة الناس الى تشخيص الموقف الشرعي في الوقائع).ويمكن ان يكون بعض ذلك جزء علة الخطاب القرآني في سورة المائدة: (( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ))
فليس في اصحاب النبي ص و من جاء بعدهم من يمكنه معرفة كل مايرتبط بالشريعة الا امير المؤمنين ع والائمة من ولده.فتنزيل عدم تبليغ النبي ص لامر الولاية بمنزلة عدم تبليغ الرسالة لان الشريعة كانت ستضيع بدون الولاية وتعيين من اذا رجع الناس اليهم اخذوا بايديهم الى الهداية .
كيف كان لم تنشا المذاهب سواء الفقهية او الكلامية بقرار سياسي.بل كانت نتيجة لقرار سياسي بحجب الولي عن موقع الولاية و منع التدوين.ونتيجة لذلك كثر اختلاف الفتاوى. وبين اصحاب الفتاوى برزت اسماء منهم ابو حنيفة وقد نشأ المذهب الحنفي في الكوفة ونما في بغداد، واتسع بمؤازرة الدولة العباسية له.فلم يكن تاسيس المذهب بقرار الخلافة العباسية.وكان ابو حنيفة معاصرا للامامين الصادقين فولادته عام 80 ووفاته عام 150 هجرية.
ومالك بن أنس، (93 – 179هـ)، ومذهبه المالكى ادرك الامامين ايضا.
و محمد بن إدريس الشافعى، (150هـ – 204هـ)، ومذهبه الشافعى
و أحمد بن حنبل ، (164هـ ـ 241هـ/)، ومذهبه الحنبلى لم يدركا الصادقين عليهما السلام.
على ان اقحام احمد بن حنبل في ائمة المذاهب غريب لانه محدث لا مفتي فكيف يكون إمام مذهب فقهي؟ نعم كان له موقف مغاير للسائد في زمانه في مسالة خلق القرآن فسجن وعذب ولم يرجع عن رايه فذاع صيته.لكنه ليس فقيها.
اما قرار الحصر بالاربعة مذاهب فهو قرار متاخر قيل انه صدر في زمن المتوكل الذي حكم بين عامي232 _247 هجرية اي لم يدرك من الفقهاء الاربعة الا ابن حنبل.
اذن نشوء المذاهب لم يكن في زمان واحد ليقال لم لم تنشيء مؤسسة الحكم مذهبا واحدا فقط؟
فضلا عن ان نشوء المذاهب لم يكن بقرار سياسي في زمان النشوء.