تعتبر واحدة من اهم وافضل مرتكزات قوة وكفاءة اي دولة هي تلك العوامل التي تساهم في رسم الاستراتيجيات والخطط وعمليات البناء والنهوض الاقتصادي . لقد مررنا قبل سنوات في اشد حالات الانهاك الاقتصادي والسياسي وتعرضنا الى عواصف داخلية وخارجية وتحديات امنية كثيرة منها الجماعات التكفيرية والطائفية ممثلة بتنظيم ( د1عش الارهابي ) بعد ان شكلوا لهم اوكارا في مختلف محافظات العراق وجعلوا اهدافهم الاعتداء على التجمعات السكانية وعلى مقار الدولة الرسمية وعلى المساجد والكنائس والاضرحة . وقد تم القضاء عليهم بمساعدة القوات الامنية بمختلف صنوفهم . رغم ذلك كانت لهم بعض الجيوب كخلايا نائمة . لا يعرف احد توقيت تحركها او اهدافها. لقد كانت الدولة وما زالت تواجه مشاكل كثيرة ومعقدة منها اساسيات البنية التحتية وانقطاع التيار الكهربائي والطرق غير المعبدة او حتى المعبدة ولكنها ممتلئة بالحفر ( والطسات ) ‘ انحسار الانتاج الزراعي والصناعي والافتقار للمشاريع السياحية التي تشكل دخلا قوميا واقتصاديا للدولة ‘ كذلك ما زلنا نواجه معضلة البطالة والعمالة غير المنتظمة . ولا ننسى مشكلة الاسكان حيث تكدست مجاميع سكانية في اراض ضيقة او احيانا تكون زراعية وتداخلت القرى بالمدن وزحفت العشوائيات من كل اتجاه . واصبحت بغداد وبعض المحافظات شديدة بالازدحامات وشوارعها وتقاطعاتها وميادينها مكتضة بالسيارات فضلا عن وجود الحساسيات السياسية وبعض الجماعات التي تتلقى دعما وتمويلا من الخارج. اضافة الى اننا نفتقر الى وجود وعي لما يحيط بنا من مخططات ومؤامرات . هذه بعض ملامح الرؤية العامة لوضعنا الداخلي . هناك وضع خارجي متفجر بالازمات والتحديات والصراعات سواء في المنطقة او في العالم . عندما يكون المحيط الاقليمي معبأ بالكوارث والنزاعات فلا يمكن باي حال من الاحوال تجنب هذه التحديات وتأثيراتها علينا . وقد تؤثر تلك الارهاصات السياسية والحروب على برنامج التنمية الذي اختطته الدولة مع وجود طموح ورغبة في بناء وضع جديد ننفض فيه الغبار عن تراكمات ما مضى من ازمات ومشاكل. ان خوض معركة التنمية في ظل كل تلك الظروف الصعبة قد يعتبر مجازفة صعبة وغير معروفة النتائج . وقد يقول قائل ربما علينا ان نعالج بعض الازمات الخفيفة ومواصلة الحلول بطريقة جزئية على اعتبار ان الحلول الجذرية امر صعب المنال لكن الدولة اختارت وفضلت الحلول الجذرية . على ان صعوبة الوضع لن يعرقل او يعوق تفكيرنا الاستراتيجي ومشروعاتنا القومية وخوض معركة التنمية بجرأة وثبات . ان الدولة ومن خلال منهاجها السياسي تطرح فكرة تحديث النظام الاداري وتطوير حقول التعليم والصحة وانشاء مدن حديثة تستوعب الزيادة السكانية . عندما نرى دولا قوية قد انهارت امام تحديات اقل من تحدياتنا علينا ان ندرك اننا كنا نخطو بعزم واصرار على استكمال مشروع التنمية . قد لا تظهر ثمار هذه الانجازات مباشرة لانها تحتاج الى صبر واستكمال ومراحل من النمو لكي تتكامل محاور التنمية وتلتقي مع بعضها بعضا لتحقيق الهدف المنشود بأن يكون العراق الجديد دولة ناهضة علينا جميعا ان نفتخر به لتزداد ثقتنا بأنفسنا اكثر بعد ان نتخطى العقبات والازمات الداخلية والخارجية ‘ المحلية والاقليمية وبالعزيمة نستطيع ان نحقق اهدافنا ونعتمد على قدراتنا الذاتية كدولة ومجتمع لكن هذا لا يمنع ان ننوع في التجارة ونجد مصادر مختلفة لحاجاتنا الضرورية لكي لا نقع في ازمات جديدة . اضافة لذلك نحاول تحديث المصانع والصناعات المحلية مما يوفر لدينا عملة اجنبية . كل هذه الخطوات ستأتي ثمارها يوما. لقد ابدى الشعب العراقي قدرة كبيرة في تحمل الاعباء ولازال هذا الشعب لديه الامل والطموح لتحقيق الاحلام الكبيرة والتي نرى نتائج بواكيرها وثمارها تباعا . لا يتحقق ذلك الا من خلال قيادة سياسية واعية تجتاز الازمات وتمضي بنا نحو شواطىء الازدهار والبناء والتقدم لانشاء الدولة المنيعة والقوية.
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق