مجلة العصر-نتابع التحركات الأمريكية والبريطانية المكشوفة للعب بالأوراق الداخلية اليمنية خاصة في المحافظات المحتلة مثل إثارة عنوان «حضرموت إقليم مستقل» وعناوين أخرى مثل «القضية الجنوبية» وربط الملف الانساني مثل« دفع المرتبات مع الحل السياسي» كلها عنواين تسعى أمريكا وبريطانيا للهروب من خلال تلك العنوان من هزيمتها تسويق تلك الاوراق بكل الوسائل على مختلف المستويات وعقد إجتماعات مكوكية في الرياض لمايسمى بمجلس القيادة الرئاسي والقيادات الحضرمية وغيرها من الأوراق المكشوفة التي تقف خلفها المخابرات الأمريكية والبريطانية خدمة لمصالحهما ومصالح الكيان الصهيوني المحتل. الحكومة السعودية وحكومة أبوظبي هما فقط عناصر تنفيذ لايمكن ان يلعبوا خارج المخطط الأمريكي هذا ناخذه في الاعتبار.
نحن قلنا ان العدوان على اليمن هو عدوان أمريكي، هذه حقيقة ناصعة لاغبار عليها ، امريكا رأس الشر والاجرام هي إمبراطورية الشر التي يحكمها الرأس المال اليهودي ولوبيات شركات النفط والسلاح، وهي لاتريد الخروج من عدوانها على اليمن حتى بانصاف وارباع الحلول، وكما هو معروف عن السياسة الأمريكية إنها لاتخرج من عدوان أو حرب تشنها على أي دولة من دول العالم عبر إتفاق سلام ، لأن العقيدة العسكرية الأمريكية الراسخة في الاجرام لاتؤمن بغير النصر والخروج من العدوان وهي أكثر قوة وشراسة وتنمر حتى لاتهتز مكانتها وهيمنتها مالم تهزم وتخرج ذليلة من البلد الذي اعتدت عليه يسبق خروجها
استقبال مطاراتها مئات الجثث المصندقة كما خرجت مهزومة من حرب فيتنام والعراق وافغانستان، هذه الحقائق نضعها في الاعتبار عندما نلاحظ المستجدات العدوانية في المحافظات اليمنية المحتلة.
عندما تم إعلان الهدنة في اليمن في نهاية شهر مارس عام 2022 ، تم إعلانها على ايقاع الانتصارات اليمنية والهزايم الأمريكية ووكلاءها في المنطقة، لأن مجرد إعلان الهدنة هو بالمفهوم الامريكي فشل عدوانهم على اليمن وفشل تحقيق أهداف العدوان الذي يعني هزيمة، أرادت امريكا كسب الوقت عقب إعلان الهدنة لعلها تخلط الأوراق وتعاود كرة العدوان اتجهت حينها للعب بالورقة الداخلية فعملوا على جمع أطراف الطيف السياسي والعسكري الموالي لهم وكونوا مجلس القيادة، الرئاسي
اين؟….. في الرياض !!!!! بدلا عن سلطة هادي كان المؤمل الأمريكي ان تتجمع القوى المتباينة في كتلة واحدة تكون رأس حربة لشن عمليات عسكرية ضد قيادة صنعاء لعلها تحقق مكاسب ميدانية تستفيد منها امريكا لفرض شروطها وإعادة تموضعها لكن تلك الخطوة فشلت من مهدها وأصبح المجلس القيادي ظاهرة سياسية شكلية فضفاضة لم تنصهر في بوتقته القوى المشكله له من طيف مرتزقة متشرم مصالحه متضاربة .
هاهي أمريكا تعاود الكرة بعد التفاهمات السعودية اليمنية بوساطة عمانية فقد رأت ان التفاهمات اليمنية السعودية لوضع نهاية للعدوان هي المتضررة منه والكيان الصهيوني فعملت على اللعب بالورقة الداخلية مع فارق ان اللعبة الأولى كانت بين القوى السياسية والعسكرية التي فشلت من البداية، هذه المرة اتجهت الى اللعب بالورقة الشطرية والمناطقية وحركت الورقة الحضرمية بعد ان لاح لها فشل ورقة المجلس الانتقالي هذه المرة ارادت ان تظهر ان هناك دعما اوروبيا وخليجيا لاعلان حضرموت اقليم مستقل، كلها محاولات بائسة فاشلة سوف ينتهي بها المطاف كما انتهى بالمجلس القيادي، لاننسى ان الإعلام المعادي يلعب دورا كبيرا في تضخيم وتهويل المستجدات، كأن حضروت سوف تصبح بين عشية وضحاها اقليم مستقل، المسألة في جوانب منها حربا إعلامية.
أولاً ومن منطقهم ومفهومهم اي أمريكا وتحالفها ان عدوانها على اليمن نشا اساسا بحجة ومنطق عودة حكومة منصور هادي إلى صنعاء في إطار الجمهورية اليمنية وكل القرارات الدولية التي فصلوها على مقاسهم لاتخرج عن نطاق الدولة اليمنية الموحدة «الجمهورية اليمنيه» حتى شرعيتهم الكاذبة وتمثيل حكومتهم في الخارج هو قائم تحت مظلة الدولة اليمنية الواحدة وهي الجمهورية اليمنية، بمعنى ان كل اجتماعاتهم ولقاءاتهم مع مرتزقتهم وعملاءهم سواء في عدن أو المكلا أو الرياض كلها لاقيمة لها في العرف. القانون الدولي لانها خارج منظومة الدولة اليمنية الواحدة التي هي الجمهورية اليمنية، بمعنى لن ولن يستطيعوا خلق أي كيان سياسي سواء في حضرموت أو غيرها لأن ذلك سوف يكون خارج الشرعية والعرف الدولي وسوف تكون محاولات عدمية لاقيمة لها ، أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات يعون هذه الحقيقة، ليس اغبياء إلى هذا المستوى من الغباء السياسي.
اذن هناك أهداف أخرى تطمح إليها أمريكا، نعم هناك بالتاكيد أهداف أمريكية أخرى غير مرئية من حركاتها إعلان حضروت إقليم مستقل….. ماهي الأهداف؟
تدرك أمريكا ان سكان ونخب محافظات لحج وابين والضالع هم أول الرافضين لاعلان حضرموت اقليما مستقلا، هذا ينعكس على جميع النخب والمكونات السياسية في المحافظات الثلات على مختلف توجهاتهم السياسية ومواقهم مع أو ضد العدوان هذه نقطة جامعة للكل
فضلا عن الرفض الشعبي اليمني في بقية المحافظات الشمالية والجنوبية سواء الذين مع اوضد العدوان ماعدى قلة قلية مرتزقة لاقيمة لهم.
أذن امريكا تخطط لشيء آخر…. ماهو؟
أمريكا تريد ان تنتصر في عدوانها على اليمن بأي ثمن ولذلك فهي تلجأ إلى كل وسيلة تحقق لها اهدافها، أقرب وسيلة لها هي خلق الفوضى والاقتتال الداخلي اليمني على كل المستويات، تريدها حربا داخلية جنوبية جنوبية، حرب بين ابين مقابل الضالع ولحج وحرب وفوضى بين لحج والضالع وابين ضد حضرموت وهكذا تدخل المحافظات المحتلة في دوامة الاقتتال والفوضي وهي تخطط ان تتدخل قوات صنعاء في اتون الحرب الجنوبية بدافع الحفاظ على الوحدة وهنا سوف تمارس لعبتها على أوتار الصراعات الداخلية وتمول وتسلح الأطراف الموالية لها وهنا يتحقق هدفها بحرف بوصلة المواجهة ضد السعودية ولامارات إلى مواجهة داخلية كما مارست نفس اللعبة والدور في افغانستان.
لكن لم تستفيد امريكا من دروس السنوات الماضية في عدوانها على اليمن ولم تدرك انها تواجه قيادة وشعب يمني تسلح بروح الثقة بالله والايمان به وبقدرته وتشبع بروح الجهاد والقتال واستوعب كل الاعيب امريكا وخططها ولن تنطلي الخدع باتت مكشوفة كشفتها الروحية الايمانية المشبعة بثقافة القرآن وابطلت مفاعيلها الدماء الطاهرة للشهداء ومظلومية وأنات الشعب اليمني كل تلك العناصر هي التي كشفت وعرت المخططات الأمريكية.
اخيرا نقدم نصيحة للنظام السعودي، نقول له كان قد بدأ يتعقل ويعيد حساباته عندما عاد علاقاته مع ايران وسوريا وجلس على طاولة المفاوضات في صنعاء لكنه لم يواصل نفس الخطى، من المؤكد إن الشيطان الأكبر زرع في النظام السعودي المخاوف، لكن اما على النظام السعودي مواصلة طريقه إلى السلام
او فاليختار طريق الهلاك، اما إن النظام السعودي ينتظر مفاعيل الأوراق الأمريكية بقيام دولة حضرمية فذلك هو السراب والمستحيل لأن أبناء حضرموت سوف يتصدون للمؤامرات الأمريكية قبل غيرهم من أبناء اليمن وسعتئذ سوف يجد النظام السعودي ان ماكان ينتظره ماهو عبارة الا عن سراب وخيال وحينها تكون صنعاء قد اضافت شروطا جديدة لاحلال السلام
فوق الشروط الحالية.