ثقافيةعراقية

العراق – قَدَمٌ في النَّص وأُخرى خارج النَّص

    بقلم : حازم أحمد فضالة

لماذا نجد أنَّ العراق يتدحرج نحو الغرب النيوليبرالي، خلافًا لدوران الأرض نحو منظمة شنغهاي واتحاد دول بريكس؟ لماذا نرى أنَّ العراق متأخِّر في انتمائه إلى المعسكر المنتصر؟ لماذا العراق يتأرجح بين أن يكون مرةً مع المعسكر المنتصر، ومرةً مع المعسكر المهزوم؟ وما دور المقاومة؟

من أجل عرض قراءة عن هذا الوضع السياسي المعقد، وإجابة عن (بعض) هذه الأسئلة، نعرض قراءتنا الأولية في أدناه:

1- العراق حتى الآن، يمضي خلافًا للمتغيرات العالمية، وهو متأخر كثيرًا عن الركب الإسلامي والعربي، وسبقته في ذلك التقدم دولٌ وحكومات (غير متوقعة) مثل: السعودية، البحرين، الإمارات!

2- العراق على وفق سياسته هذه، سيكون غارقًا أكثر من عقد في مستنقع المحور الغربي المضطرب؛ فالكرة الأرضية تدور نحو منظمة شنغهاي واتحاد دول بريكس، والعراق يلوي سهم بوصلته نحو الغرب النيوليبرالي المهزوم!

3- العراق على وفق سياسته هذه، سيكون آخر الدول التي تتخلص من الهيمنة الأميركية والغربية، وسوف تسبقه الدول: اليمن، سورية، لبنان، فلسطين المحتلة، وهو سيتخلص من هذه الهيمنة قهرًا؛ بحكم المعادلة الدولية والإقليمية الضاغطة على أميركا، والانهيار الأميركي الداخلي؛ وليس بحكم عناصر القوة في العراق يا أسفي! (مُجْبَرٌ أخاكَ لا بَطَل)!

4- ندعو محور المقاومة والهجوم، إلى أن يُبيِّن التفاهم أو الانقطاع في الميدان، مع المقاومة داخل العراق، بشأن ردع أميركا، وكيف تحول الردع إلى معادلة منخفضة تلامس الصفر في الميدان العسكري، ومنذ متى تنجح الدبلوماسية دون ذراع عسكري ضاغط!

5- نعيد التذكير بكلام الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، بتاريخ: 19-تموز-2022، يوم اجتماع بوتن وأردوغان في طهران، إذ قال:

«كما توجد قضية أخرى مهمة في الشأن السوري هي احتلال المناطق الخصبة والغنية بالنفط شرقي الفرات من الأمريكيين، إذ يجب حل هذه المسألة بطردهم من تلك المنطقة.» انتهى

لماذا التراخي بالتنفيذ مع هذا الوجوب؟ وهذا سؤال موجه إلى محور المقاومة والهجوم كله، وليس الفصائل في العراق وحدها.

6- كان يفترض بزوغ موقف محور المقاومة والهجوم في (وحدة الساحات)، من كلمة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله)، في استقباله رئيس جمهورية العراق (عبد اللطيف جمال رشيد)، يوم السبت، الموافق: 29-نيسان-2023؛ إذ قال:

«إنَّ الأميركيين ليسوا أصدقاء مع أحد، ولا حتى مخلصين لأصدقائهم الأوروبيين، حتى وجود أميركي واحد في العراق هو أكثر من اللازم».

لماذا لم يظهر أي إعداد لبدء مرحلة تطبيق هذا القرار الإستراتيجي؟!

بل سُمِحَ للسفيرة الأميركية في العراق (ألينا رومانوسكي)، أن تتطاول معلنةً؛ أن لا مغادرة لجيش الاحتلال الأميركي من العراق!

7- ما لم يتدارك أصحابُ القرار هذا التغوُّل الغربي والأميركي في العراق، فإنَّ أميركا تُسقط العراق في هُوَّة إفلاس مالي، واقتصادي، وأخلاقي، وثقافي، وسياسي… عميقة جدًا، نعم، يتعافى العراق منها بحكم المتغيرات العالمية، لكن بعد وقت طويل، وبعد إنهاكه، وهذه هدية مجانية لأميركا، مؤلم أن نقدمها إليها منتصرةً في وقت تعيش به أقسى هزائمها وخيباتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى