Uncategorized

التخطيط الستراتيجي بين الرؤية والواقع

بقلم : عبدالرحيم محمد

مما الا شك فيه أن التخطيط الستراتيجي هو محور العمل في المؤسسات التي تتبنى رؤية مستقبلية  ، وتؤمن برسالة جاءت من أجلها، وتزاد أهمية هذا التوجه في الوقت الحالي الذي تتميز في بيئة  المنظمات بالتغيرات وعدم الاستقرار، مما يتطلب أن تكون لكل مؤسسة وجهة محددة تسير نحوها  رؤية استراتيجية( وفي نفس الوقت لها هدف أساسي تعمل من أجل تحقيقه ) رسالة( وفي سبيل مواجهة هذه المتغيرات يجب أن يكون لديها إيمان بكيفية توجيه المؤسسة في السير نحو الرؤية )  قيم مؤسسية، فالمنظمات اليوم أي كان نوعها حكومية خاصة غير حكومية تعيش منافسة شرسة  من أجل البقاء والاستمرار وهذا لن يتحقق الا من خلا رضا الجمهور عن أدائها ، وبالتالي يعتبر  التخطيط الستراتيجي هو أسلوب يحقق نجاح المنظمة من خال بناء قدرتها على تحقيق أهدافها ،  كما أنه يلعب دورا مهما في المحافظة على المنظمة في حالة تعرضها لمشكالات او أزمات، ويعمل على تقليل آلثار السلبية لها ويساعدها في سرعة التعافي والعودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل ألزمة بشكل أسرع.

فالتخطيط الستراتيجي يقوم في الأساس على التنبؤ بالمستقبل، فالمخطط الستراتيجي عند وضع خطة المؤسسة يذهب بفكره إلى المستقبل ويدرسه جيدا ، ثم يعود مرة إلى الحاضر ليصيغ التصور الذي يريده ويستمر في تنفيذه حتى يصل إلى المستقبل الذي سيكون الحاضر عندما يصل إليه، عن  فلسفة التخطيط الستراتيجي تنطلق من مقولة مصطفي صادق الرافعي “إذا لم تزد على الدنيا شيئا  فأنت زائد عليها” . ومطلوب من المؤسسات ان تكون لها خطة استراتيجية مستقبلية ألن ذلك سوف يوفر عليها الكثير ، فالمؤسسة إذا لم تخطط لنفسها اليوم ، فسيخطط لها الاخرون وستدفع الثمن. 

وعملية التخطيط الستراتيجي عملية معقدة تحتاج إلى متخصص لديه جانب علمي وجانب فني ، الجانب العملي يتمثل في القواعد والمنهجيات العلمية والتجارب في التخطيط الستراتيجي، والجانب الفني هو كيفية تحويل الجوانب العلمية إلى واقع ملموس ، وهذا يتطلب فلسفة خاصة وهى التي تميز مخطط من غيره.

 

وهذا يجب التفرقة بين التخطيط الستراتيجي والخطة الستراتيجية والادارة الستراتيجية،  فالتخطيط الستراتيجي هو المنهجية التي تتبعها المؤسسة في عملية التخطيط ، والخطة  الستراتيجية هي نتاج عملية التخطيط وهى الوثيقة التي تتضمن تحليل الوضع الراهن وتحديد  الرؤية والرسالة والقيم والاهداف الستراتيجية، أما الادارة الستراتيجية هي تنفيذ الخطة  الستراتيجية ثم متابعتها وتقويمها ،وبالتالي يمكن القول ان الادارة الستراتيجية هي التي تحول  الخطة الستراتيجية من مرحلة السكون إلى مرحلة الحركة، ويعتبر التخطيط الستراتيجي هو  العمود الفقري الإدارة الستراتيجية.

 

ومجرد قيام المؤسسة بوضع خطة استراتيجية لا يعتبر كافيا لتحقيق نجاحها، ولكن لكى تنجح الخطة الستراتيجية وتستطيع المنظمة أن تثبت أنها تتبع منهجية التخطيط الستراتيجي الناجحة  فهذا يتطلب قدرتها على تحويل الخطة الستراتيجية إلى واقع من خالل تنفيذها من برامج ومشاريع  ووضع معايير ومؤشرات أداء تساعد المنظمة في معرفة هل هي تسير في الاتجاه الصحيح أم الا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى