عراقيةمقالات

العراق أصل الحضارة وسدّ المناعة الوطنية

بقلم: حسن درباش العامري كاتب وخبير سياسي

العراق ليس مجرد رقعة جغرافية على خارطة العالم، بل هو جذر الأرض ونبض التاريخ. هو البلد الذي شهد أولى التجمعات البشرية، وعلى أرضه رست سفينة نوح بعد الطوفان العظيم، فكان مهدًا للإنسانية، ومنبعًا للحضارة. من حضارة وادي الرافدين انبثقت كل الحضارات الكبرى، من مصر الفرعونية إلى فارس إلى الأناضول. لم تكن تلك الحضارات سوى فروع، وكان العراق هو الأصل.

من هذا المنطلق، فإن من يرفع اليوم شعار “النظام العالمي الجديد” عليه أن يعود إلى العراق، يستلهم منه روح البناء، ويطلب مشورته كأبٍ للحضارات، لا كدولة هامشية كما يحاول البعض تصويرها.

طوال تاريخه، ظل العراق بلدًا موحدًا رغم التعدد الديني والعرقي. لقد اجتمعت فيه أقوام شتى، وجُمعت فيه الديانات، وبقي الإسلام هو الدين الغالب. وهو الإسلام الذي يتسع للاجتهاد والاختلاف، فكانت فيه السنة والشيعة وتفرعاتهما، ولكن بقي جوهر الدين واحدًا: القرآن كتاب الجميع، والقبلة واحدة، ولا فضل لمسلم على آخر إلا بالتقوى والعمل الصالح.

لكن ما نشهده اليوم هو محاولات عبثية لتمزيق العراق، تحركها نوازع الحكم والسلطة والأنانية، تحت شعارات كاذبة: “الحكم للسنة” أو “الحكم للشيعة”. هذه ليست شعارات وطنية، بل أدوات للتخريب والتدمير، يستخدمها الطامعون الذين لا يهمهم ماضي العراق ولا حاضره ولا مستقبله.

ومن صور هذا العبث تعطيل دور مجلس النواب، والعرقلة المتعمدة لإقرار القوانين التي تنظم حياة الناس، وتخفف عنهم العبء، وتجعل حياتهم أكثر أمنًا واستقرارًا. هذا التعطيل ليس عجزًا بل هو فعلٌ متعمد هدفه تفكيك الدولة وإحباط الشعب، ولكن هذه المحاولات فشلت سابقًا، ولن تنجح اليوم.

ومن القضايا المثارة حاليًا الجدل حول “الحشد الشعبي”: بين من يدعو إلى حله، ومن يتمسك به. والحقيقة أن الحشد الشعبي ليس ميليشيا كما يصوره البعض، بل هو سد الدفاع الوطني الذي نهض به شباب العراق الغيارى، استجابة لفتوى الجهاد الكفائي، يوم اجتاحت عصابات داعش الإرهابية أرض العراق، فأسقطت المدن، وانتهكت الحرمات، ورفعت رايات الإبادة والتكفير، لا ضد الشيعة فحسب، بل ضد كل من يخالفها من المسلمين والمسيحيين والإيزيديين وسائر المكونات.

الحشد الشعبي وقف سداً منيعاً لحماية العراق، وصان وجوده، وأعاد للعراق هيبته. إن من يطالب بحله إنما يسعى لتكرار الكارثة، وتمهيد الطريق لعودة الخراب. الحشد اليوم ليس ملك طائفة، بل هو ملك العراق، وذراعه الوطنية في مواجهة الإرهاب، ودرعه في وجه الفتن، وسياجه الذي يحفظ الشرف والدين والوطن.معلوم أن الإرهابيين القادمين من دول أذربيجان والشيشان والاغور في الصين هم شعوب همجيه غير مثقفه لاتعرف من الدين إلا الحقد الأعمى حين يتم غسيل أدمغتهم الفارغه بها فيرفعون شعارات إبادة الشيعه لاعتقادهم أن إبادة الشيعه هو الهدف لأن الكيان الصهيوني يعتبر دمار دولته وانهائها ستكون على يد الشيعه فيعمل لتغذية المسلمين ضد الشيعه..

من هنا، فإن كل عراقي شريف، غيور على أرضه وعرضه، يجب أن يتمسك بالحشد الشعبي، ويدعمه بكل ما أوتي من إمكانات وسلاح وموقف. وليرضَ من يرضى، وليغضب من يغضب؛ فمن يغضب هو خارج صف الشرفاء لانه جزء من الإرهاب وأداة بيد أعداء الدين وليفعل مايفعل فأن الحشد عزنا وعز الاسلام والمسلمين وعنوان كرامتنا وكرامة المسلمين ، ومن يرضى هو من أبناء العراق الحقيقيين الذين يضعون الوطن فوق الطائفة، والمبدأ فوق المصلحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى