
الحرب الاخيرة بالمنطقة, والتي انتهت بانتصار الجمهورية الاسلامية الايرانية على الكيان الصهيوني والحلف الغربي الداعم لها, كشفت لنا امرا هاما يجب على الجهات الامنية في العراق ان لا تتجاهله, فهو يمثل قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي وقت, ووجود شبكات الموساد في العراق لا لبس فيه, بل كشفته الاحداث الاخيرة, عبر نشر ممنهج تم رصده من خلال مواقع التواصل الاجتماعي, كان الهدف منه اثارة الرأي العام ضد ايران, مع انطلاق الحملة الصهيونية, ومنها خبر اطلاق متأخر لاسرى عراقيين في ايران, او تضخيم تصريحات بعض عاهات المجتمع العراقي التي ديدنها مهاجمة الجمهورية الاسلامية الايرانية لاسباب طائفية او لخلفيات ثقافة بعثية.
• هل رأيت ماذا فعلت الموساد في ايران؟
مع الساعات الاولى لانطلاق الاعتداء الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية, تكشف الدور الخطير لخلايا الموساد في الداخل الإيراني, عبر القيام بعمليات اغتيال, او اطلاق للطائرات المسيرة, وتجهيز مخازن سرية لها, او عبر اعطاء احداثيات المواقع الحساسة للموساد لتكون الضربات الصهيونية مؤثرة تماما, مع تصوير عملاء الموساد للطرق والبيوت والشقق والبنايات والشخوص, وارسال تلك الصور الى الموساد.
هذا الدور الخطير حصل في إيران مع قوة الدولة والقانون في الجمهورية الاسلامية, فتخيل كيف يكون الوضع في العراق, وحال العراق معروف للجميع.
حيث نجد هنالك فئة ممن يحملون ثارا ضد العراق, باعتبارهم بقايا نظام صدام, وهم يتنعمون بخير العراق, لكن يتحينون الفرصة للانقضاض على العراقيين, كما فعلوها قبل سنوات في سبايكر والموصل والانبار.
وهناك فئة اخرى (عبيد الدولار), ليس لهم قيم اخلاقية, ولا يوجد عندهم ولاء للوطن, فمن يعطيهم التمويل يصبح سيدهم, ويقفون حتى مع الشيطان ضد العراق مقابل الدولارات, وما أكثرهم في العراق.
وفئة اخرى حاقدة على ايران وعلى شيعة العراق, ونفسها طائفي بغيض, تستكثر ان يكون للشيعة حصة في الحكم, وتعمل على اسقاط النظام الحالي, وتتحالف حتى مع الكيان الصهيوني في سبيل تحقيق هذا الهدف الخبيث, ووجودهم واضح ولهم منصات وقنوات يروجون من خلالها أفكارهم.
• خطر اقليم كردستان “الحاضنة”
من الواضح لكل ذي لب, هو وجود علاقات قديمة مع الكيان تعود الى عام 1963, وقد تعمق التغلغل الصهيوني في اقليم كردستان مع السنوات, حيث كان الكيان مساند لقضية انفصال الأكراد وتحقيق دولتهم الموعودة.
من جانبه اكد المراقب السياسي صباح العكيلي في تصريح اعلامي سابق لوكالة المعلومة: “ان تواجد الموساد الصهيوني داخل إقليم كردستان منذ عشرات عقود ويعمل بواجهات مختلفة, ان “العلاقة بين الإقليم والكيان الصهيوني معلنة على مستوى الطرفين، مشيرا الى، ان” الموساد الصهيوني يعمل في داخل الاقليم تحت اغطية متعددة منها تأسيس فنادق وشركات ومؤسسات تجارية وثقافية وأخرى”.
ان تواجد الموساد بشكل واسع داخل الإقليم يعطيه مساحة واسعة لاستهداف العراق داخليا, من خلال تغذية الصراعات الداخلية وإيجاد حالة عدم الاستقرار السياسي وكذلك الأمني.
فيما كشفت صحيفة معاريف الصهيونية، في تشرين الثاني الماضي، النقاب عن استحواذ شركات صهيونية على الكثير من الاستثمارات داخل كردستان, ان العلاقة بين الاقليم والكيان لا يقتصر عن دعم الكيان للإقليم على شراء النفط، بل إلى تعاون اقتصادي كبير جدا, في مجال الطاقة والإنشاءات والاتصالات والاستشارات الأمنية, مع الاشارة الى ان جميع الشركات الصهيونية العاملة في الإقليم يديرها جنرالات احتياط خدموا في الجيش والاستخبارات الصهيونية.
• حرب الصهاينة كشفت الاقنعة
خلال ايام الحرب ضد الصهاينة برزت أصوات عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي كلها تهاجم إيران وتناصر الصهاينة بشكل علني! نعم ايها القارئ لا تتعجب انهم يناصرون الصهاينة, والغريب بعضهم ممن يدعون الثقافة والتنوير, فكان عجيب ما صدر منهم من تشفي بالتفجيرات التي حصلت في ايران, جراء القصف الصهيوني, اي انهم مع الصهاينة ما دام الضرب في إيران!
فهل تجد خسة ونذالة اكبر من هذا الموقف, في ان يفرح احدهم بقيام الصهاينة بقتل المسلمين! فقط لأن المقتول شيعي وايراني.
فتخيل معي حجم النفس الطائفي الذي يغذي عقول بعض من يسحبون انفسهم مثقفين او علمانيين او متنورين, وحقيقتهم انهم لا يختلفون عن الدواعش الا بالملابس واللحى فقط.
• كيف يمكن ردع شبكات التجسس؟
الاهم اولا هو تعزيز الأمن السيبراني والبنية التحتية الرقمية, عبر إنشاء وحدات أمنية مختصة تتبع وتحليل التهديدات السيبرانية.. وثانيا عبر تفعيل قوانين مكافحة التجسس, وتضييق الخناق على عمليات التجسس عبر قوانين صارمة، مع فرض عقوبات على المخالفين.. ثالثا عبر التحقيقات الاستخباراتية, وهي إجراء عمليات استقصائية لمكافحة التجسس، وتوجيه ضربات استباقية ضد شبكات التجسس المشتبه فيها… ورابعا من خلال التعاون الدولي, مع حلفاء الدولة لتبادل المعلومات الاستخباراتية وملاحقة الأنشطة المشبوهة.
• سؤال مهم: كيف يمكن كشف شبكات التجسس؟
يتم كشف شبكات التجسس من خلال رصد الأنشطة المشبوهة, عن طريق المراقبة والتحليل الإلكتروني لحركة البيانات والشبكات…وايضا من خلال التحري والاستخبارات البشرية, وعبر عملاء أمنيين لعرض الأنشطة المريبة أو التي تحتاج تحقيقات ميدانية… ومن خلال التدقيق في الاتصالات والحواسيب, للكشف عن برامج التجسس أو الشيفرات المشبوهة التي يستخدمها عملاء التجسس. ومن خلال التحليل الجنائي الرقمي, لفحص الأدلة الرقمية وتحديد المصدر أو الجهة التي تقف وراء عمليات التجسس.
• اخيرا:
العراق بحاجة ماسة لخطط أمنية ضد شبكات التجسس الصهيونية, فالأمر لم يعد سرا, هنالك جهات خارجية تسعى لإثارة الفتنة داخل العراق, والعمل على إسقاط النظام الحالي, واعادة العفالقة وذيولهم لحكم العراق, هذا المخطط الخبيث يحتاج للردع العراقي, وهو يتم اولا عبر محاربة عملاء الموساد في الداخل العراقي, خطوة متأخرة لكن يجب القيام بها فورا.. وبشكل سريع.