
تدور الحرب في الخفاء بقدر ما تدور في العلن.
فالحرب مفاجآت. لا يفرج أطرافها عمّا في جعبتهم دفعة واحدة.
وقد حقّقت “إسرائيل” أكبر مفاجآتها في العدوان المباغت على إيران يوم 13 حزيران/يونيو الماضي؛ وأحدث ذلك أضراراً جسيمة ومهّد لسيطرة إسرائيلية على الأجواء الإيرانية.
وقد إستخدمت “إسرائيل” ورقتها الذهبية، لكنّ مفاعيل ما أعدّته وزرعته منذ سنوات، وما حقّقته من ضربتها الابتدائية، تبخر امسكت بزَمام المبادرة بفصل حكمة. وشجاعة الإمام القائد على الخامنئي حفظه الله.
وحالياً تتمتّع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بتفوّق جوي واستخباراتي تجاه إيران، ويشمل المراقبة الفضائية بحيث تتتبّع الأقمار الصناعية كلّ تحرّك في الأجواء الإيرانية ومحيطها. كما تنفّذ الطائرات المسيّرة والحربية مهام استخباراتية وهجومية مستمرة تشمل ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية، وتدمير الرادارات وملاحقة منصات إطلاق الصواريخ البالستية والفرط صوتية لتعطيلها.
وذلك انها تعلم بأن هذا المنصات هي الحلقه الأهم في إيران لأن صناعتها داخلية وبالتالي تدميرها يؤثر على الهجمات الصاروخيه الإيرانية.
ولكن إيران ردت بشكل غير متوقع مما سبب صدمة لكل من النتن وترامب. إستطاع الرأي الفقيه التسعينيات بحكمته وقوة قلبه وتسديد آلهي؛ إستطاع ملئ الفراغ التي احدثته إسرائيل من الاغتيالات للقادة والعلماء وبظرف أقل من 24 ساعة إستلَمت القيادات الكفوءة الجديدةمهامها بامر من القائد الأعلي السيد علي الخامنئي.
كما إننا نلاحظ ان المشهد في الكيان المؤقت آخذ بالتعقيد شيئا فشيئَا، فالمخطط كان أن تكون حرب خاطفة كما وعد بذلك طاغية بني صهيون المجرم نتنياهو باغتيال العشرات من قادة الجمهورية الإسلامية في الأيام الأولى؛ ومع تعطيل الرادارات تقنيا وتفعيل العملاء السريين للسيطرة على المراكز الحساسة وبالتالي إدخال إيران في فوضى، إلا أن المخطط فشل وبدأ قادة بني صهيون يتحدثون إلى الشعب الصهيوني أن عليهم التهيؤ لحرب طويلة لم يريدوها ودفع أثمان باهظة يجب أن تُدفَع.
وهذا ما اثبته الخطاب الاخير
ثم انه ومن خلال الخبراء والمحللين في الكيان المؤقت بدؤوا يدركون خطورة الوضع الداخلي مع اشتداد زخم الرشقات الصاروخية الحيدرية ومسيَّرات الأبابيل التي تصيب أهدافها بدقة، والتي أحدثت هلعًا ورعبًا للمستوطنين وأحدثت هجرة عكسية لآلاف الصهاينة؛ حتى وصلت الأمور إلى الإفال الكلى لكل معابر الكيان المؤقت.
وهذا هو أكبر تحدي للكيان المبني على أساس (إنشاء وطن آمن لليهود) وبالتالي أمل الصهاينة الآن هو دخول الولايات المتحدة الأمريكية على خط المواجهة وإنقاذ الكيان من ورطته وتقصير مدة العدوان؛ لأن العدوان أصبح عمليات استنزاف بطيئة واطالة الوقت ليس في صالح الصهاينة. وبالتالي الأمل الوحيد هو انخراط أمريكا في العدوان وتلك طامة كبري أيضا. لأن ذلك يعني كسر ترامب في الداخل الأمريكي بحيث انه سيستحمل تبعات الحرب واضرارها وهو المسؤول الأول أمام الشعب الأمريكي وذلك سيؤدي إلى أضرار اقتصادية وكوارث إجتماعية وحرب عالمية ثالثة
أمريكا في غني عنها ولكن الجنون ترامب سيفرضها نتيجة لعدم توازنه بسب إضطراب نرجسيته.
فالتحدي الكبير أمام نتنياهو الآن هو طمأنة المستوطنين الصهيوني من أن هذا العدوان حتى وإن طال فإنه سيحقق إسرائيل الكبرى ؛ لأن إنجازات اليوم الأول من الحرب انتهى مفعوله.
وبالتالي فالنتن يحاول البحث عن انجازات ظرفية يقنع بها الشارع الصهيوني لذا نراه يلجأ إلى الاغتيالات كما حصل اليوم باغتيال الحاج أبو علي المرافق الشخصي للسيد الشهيد حسن نصر الله(قده) لا لكونه شخصية مهمة عسكريا أو أمنيا، بل لأنه مهم لصناعة رأي عام كونه شخصية محبوبة لدى جمهور المقاومة
وكذلك غالنتن يحب مشاهد الدخان والنار لذلك نجده يقصف اهداف عشوائية مثل المستشفيات… المستوصفات… وهذا ممكن ينجح مع الأماكن الضيقة كغزة ولبنان، أما مع دولة بحجم إيران لا نعتقد أنه سيكون له تأثير وبالتالي نلاحظ التخبط الاعمي لدى النتن والحرب الإعلاميه والانتصار المزعوم والذي سيؤدي إلى نتيجه حتميه الا وهي خاسرة فادحه للعدوان الإسرائيلي.
فالصهاينة لا يعلمون بأن نفسية المجاهد هو أنه مشروع شهادة في اي موقع له سواء في الجيش أو غيره.
أما ما لاحظنا أن ترامب يطلب من كبار المسؤولين التوجه إلى غرفة الاجتماعات الليلة متزامنا مع وصول طائرات B52 الى قاعدة دييغو غارسيا وتحرك طائرات B2 الشبح ذات القدرات التدميرية العالية، في تطور لافت ربما يشير إلى قرب مواجهات عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط بالرغم من ان ترامب لايزال يعول على استجابة إيران للتفاوض، وعلى خلفية هذه الأنباء أعلنت القوات المسلحة اليمنية استعدادها للانخراط في الصراع ضد المصالح الأمريكية ودعمًا للجمهورية الإسلامية.
وبالتالي نلاحظ أنه فعلا أمريكا مع هذا المجنون المعتوه يحفر قبر أمريكا بيده، وذلك يدل على قرب تدمير أسطورة الدول العظمى.
اما بالنسبة للجمهورية الإسلامية الآن في وضع جيد عسكريا، حيث بدأت تميل إلى الضرب المُركّز على أهداف محددة بصواريخ أقل وأثر أكبر، وهذا بالحسابات العسكرية أفضل وأهم، كما أن المجتمع الدولي والإقليمي يرى أحقية إيران في الدفاع عن نفسها وأن اسرائيل هي المعتدية، خصوصا أن دولة إقليمية مؤثرة مثل تركيا أعلنت وقوفها مع إيران (وهذا مهم حتى ولو كان اعلاميا)
وبالتالي فان السنن الكونية الثابتة هي انتصار الحق على الباطل مهما طال امده وها نحن إذا على مشارف محرم الحرام. وارى النصر يلوح في الافق، ولكن يجب الحذر من دول الشر لأن الطعنة لا تأتي من العدو مباشرة وإنما من خلال دول النفاق والشر الممثلة بالدول المطبعة والتي مصالحها مع بقاء الحلب الترامبي، وايضا العبودية لإسرائيل والايام كفيلة بالكشف عما في جعبتها من أسرار.
والعاقبة للمتقين