ترامب يرى الكيان الصهيوني دولة عُظمَىَ على مساحة أرض صغيرة فاتخذ قراراً بإعلان دولة إسرائيل الكبرى، فهَل ستذهب إيران إلى المساومة مع واشنطن؟
كَتَبَ إسماعيل النجار

ترامب يرى الكيان الصهيوني دولة عُظمَىَ على مساحة أرض صغيرة فاتخذ قراراً بإعلان دولة إسرائيل الكبرى،
فهَل ستذهب إيران إلى المساومة مع واشنطن؟
ما هو مصير حركات المقاومة في المنطقة؟
غَزَّة في موتٍ سَريري وحزبُ الله ضاقت به الأرض نتيجة عوامل دولية كثيرة،
لأوَّل مرَّة في تاريخ الحروب الحديثة تُشَن حربٌ عالمية على عالَمَين صغيرين هُما غزَّة وحزب الله اللتآن لو إجتمعآ لما شكلآ أكثر من جزيرة نائية في هذا العالم،
لماذا شُنَّت هذه الحرب؟ ولماذا استخدمت إسرائيل كل هذا الإفراط بالقوة العسكرية من دون أيَّة ضوابط ومعها سِرَّاً دُوَلاً كثيرة غربية وعربية قامت بنشاطات جوية وبريَّة وبحرية ضد الفلسطينيين واللبنانيين الشيعه بالتحديد،
الجواب واضح أن غَزَّة والجنوب اللبناني إختزنوا من العنفوان والكرامة والإيمان الصادق بالله وبفلسطين أكثر مِمَّا إختزنت بواطن الأرض من خيراتٍ ومياه، ولأن هآذَين الشعبين هم ملحُ الأرض، وشكلوا عائقاً كبيراً أمام الأطماع الصهيونية والمخططات الأميركية دون العالمين العربي والإسلامي، فكانَ لا بُد من إزالتهما كعوائق تعرقل خط سير المشاريع التوسعيه الإسرائيلية،
فكانَ طوفان الأقصى أما حُجَة لفعل ما فعلت إسرائيل وإما فَخ نُصِبَ للمقاومة الفلسطينية فوقعت فيه ومن هناك بدأت خارطة الطريق الأميركية لتوسيع جغرافيا الكيان الغاصب،
إذاً كانت أميركا وإسرائيل تسعيان لإزالة أي خطر وجودي عن الكيان؟ نسأَل لماذا أُسقِطَت سوريا وهي جريحة ولم تَعُد تُشكل أي خطر على إسرائيل ولم تُشارك في فتح جبهات ضدها بالرغم من دخول لبنان سياق الحرب واستمر الرئيس الأسد رافضاً إستخدام أراضيه منطلقاً لهجمات على إسرائيل!، إذاً ما قامَ به هذا الكيان المتوحش اللقيط ليسَ سِوَىَ التقاط اللحظة وإنتهاز الفرصة لما حدث في ٧ أوكتوبر لتنفيذ مشروع دولة إسرائيل الكبرىَ بعدما قال ترامب أنها دولة صغيرة،
نجحت إسرائيل ولو جزئياً من تحييِد حماس وحزب الله بعد مساعٍ وجهود إستخبارية ضخمه لسنوات كنا خلالها غارقين بالأحلام الوردية والتزلج في الجليل والسباحة في عكا وحيفا، حتى جاء اليوم الذي إستفقنا فيه على حقيقة مؤلمَة خسرنا فيها سوريا وغزة وزمام المبادرة في لبنان،
الأمر لم ينتهي هنا ولا إسرائيل إكتَفَت بهذا الحَد مع غزة ولبنان! إنما المساعي قائمة على صعيدين متوازيين، تحت عنوان لا إعادة إعمار في غزة ولبنان قبل تسليم السلاح وتجريد المقاومتين من عوامل القوة، وهذا الأمر بعيد المنال ولن يتحقق ولو أطبقت السماء على الأرض، فحماس مؤمنة بعدم التسليم وتريد القتال حتى آخر نَفَس، وحزب الله يشتري الوقت لترميم نفسه،
إذاً نحنُ ذاهبون إلى حرب جديدة مع الكيان الصهيوني ودمار أكبر وربما شَن حرب داخلية وخارجية على المقاومة وبيئتها في لبنان، وما يُشَجِع على هذا الأمر هو إرتياح الإدارة الأميركية لعدم نِيَّة حزب الله الدخول في أي حرب في الزواريب اللبنانية الأمر الذي طمئَنَ ضِباع عوكر وزادهم قوة واستشراس بالهجوم على حزب الله،
إذاً على الشيخ نعيم قاسم وقيادته الأخذ بعين الإعتبار أن الشيعه في لبنان ليسوا ضيوف ولا مجنسين وأن أهم شروط بقائهم على قيد الحياة هو حرصهم على كرامتهم ومذهبهم وغير ذلك الأمر دونه وقتال حتى آخر طفل رضيع،
بقيَ لنا أن نستوضح ما هو موقف إيران أزاء ما حصَلَ ويحصل؟
في البداية علينا أن نعترف أن الإخوة في الجمهورية الإسلامية أطلقوا تهديدات كثيرة بتدميرإسرائيل ومسحها عن خارطة الوحود ضمن حملة حرب نفسية على الداخل الصهيوني وتكرر الأمر الآف المرات في أكبر هجوم إعلامي على الكيان! وهذا الأمر ترَك آثاراً سلبية على المستوطنين وعلى نفوس أبناء المِحوَر المقاوم الذي فقد الأمل من ضربة إيرانية إستباقية وشيكة للعدو،
في الوقت الذي تعمل فيه تل أبيب وواشنطن على تقويض النظام الإيراني بشتى الطرُق والوسائل بلا رحمة لإنهاء أي موقع إسمه المُرشد الأعلى في إيران، وهذا الأمر شعرت به طهران والتمسَت علاماته الأمر الذي جعلها تُجبِر أكثر وجه إصلاحي يسعى لإنهاء شيء إسمه “ولاية فقيه” وهوَ محمد جواد ظريف خريج الجامعات الأميركية أجبرته على الإستقالة وتم تحييدهُ من موقع المسؤولية، وتم الرد على واشنطن بنفس اللهجة القاسية من التهديدات،
ثانياً،، الجميع يعرف أن إيران تَلَقَّت ضربَة قوية جداً على جناحيها المُفَضلَين عربياً، الجناح الفلسطيني واللبناني وجاءَت خسارة سوريا لتُشَكِل الضربة القاضية التي أنهَت ذراعها العسكري من حول فلسطين حتى لو يكن الأمر محسوماً نهائياً على الأقل تم وضع الخطر الإيراني على الكيان في الثلاجة لعقود،