قراءة في تصريحات المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه حول الوضع الراهن للكيان الإسرائيلي
د. عبد الحسن حنون الجبرة الله
إيلان بابيه، المؤرخ والناشط الاشتراكي الإسرائيلي البارز وأستاذ الدراسات الدولية بجامعة إكسيتر في المملكة المتحدة، يقدم تحليلاً معمقاً للوضع الراهن في الكيان الإسرائيلي، مسلطاً الضوء على أبعاد سياسية، اجتماعية، واقتصادية تعصف به. في تصريحاته الأخيرة، كشف بابيه عن عدة نقاط محورية تستدعي التوقف والتأمل:
1. الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها
يشير بابيه إلى أن الكيان الإسرائيلي يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تفاقمت بسبب الحروب والديون المتراكمة، والتي عجز حتى حلفاؤه التقليديون، كالولايات المتحدة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، عن احتوائها. ويرى بابيه أن هذه الأزمة ليست مجرد تحد اقتصادي، بل هي انعكاس لفشل حكومي متراكم في تحقيق استقرار اقتصادي يتماشى مع التحديات الداخلية والدولية.
2. انعدام الثقة في المؤسسة العسكرية والحكومة
يشدد بابيه على تراجع الثقة الشعبية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي كانت تُعتبر سابقاً رمزاً للقوة التي لا تُقهر. سكان المناطق الشمالية، على وجه الخصوص، يعانون من شعور متزايد بانعدام الثقة تجاه الجيش والحكومة. ويصف بابيه هذا التغيير بأنه جزء من انهيار الرموز التقليدية للدولة الإسرائيلية.
3. تعاطف دولي غير مسبوق مع الفلسطينيين
من جانب آخر، يشير بابيه إلى أن الحرب الأخيرة في غزة أدت إلى تعزيز التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية. ويؤكد أن الأجيال الجديدة حول العالم باتت تتبنى وجهات نظر مغايرة لأسلافها، وهو ما قد يسهم في تغييرات جذرية في السياسات والمواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
4. تفكك الكيان الإسرائيلي
في تصريح صادم، يؤكد بابيه أن الكيان الإسرائيلي يشهد اليوم بوادر تفكك حقيقية. ويرى أن الأزمات الداخلية والخارجية المتراكمة قد تؤدي إلى انهيار تدريجي لهذا الكيان.
تصريحات إيلان بابيه أثارت صدمة في الإعلام الأوروبي، الذي لطالما غطى على سياسات الكيان الإسرائيلي وقدم صورة مغايرة للواقع. هذه التصريحات جاءت لتكشف جانباً من الأزمة المركبة التي يعيشها الكيان، مع إشارة واضحة إلى التغيرات العميقة التي قد تشهدها المنطقة في المستقبل القريب.