عراقيةمقالات

العراق في قلب المواجهة مع اسرائيل

د. جاسم يونس الحريري

قالت ((المقاومة الإسلامية في العراق)) في بيان لها في يوم الخميس الموافق21/12/2023 “استمرارًا بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونصرةً لأهلنا في غزة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ، استهدف مجاهدوا المقاومة الإسلامية في العراق هدفاً في أم الرشراش “إيلات” المحتلة، بالأسلحة المناسبة”.وجاء في البيان أنّ مجاهدي المقاومة استهدفوا هدفاً في أم الرشراش المحتلة “استمراراً بنهجنا في مقاومة الاحتلال، ونُصرةً لأهلنا في غزّة، وردّاً على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحقّ المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ”.

هذا وأكد أمين عام حركة النجباء في العراق ((هي أحد الفصائل المنضوية في المقاومة الإسلامية في العراق)) ، الشيخ ((أكرم الكعبي))، يوم الخميس الموافق 21/12/2023، أنّ المقاومة العسكرية لن تتوقف حتى تحقيق النصر، مشدّداً على أن المقاومة “لا تتراجع ولا تتهادن”. وسبق أن أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق -التي تضم عددا من الفصائل العراقية- أنها قصفت هدفا في مدينة إيلات (أقصى جنوب إسرائيل على البحر الأحمر) في يوم الجمعة الموافق 3/11/2023، لدعم قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ نحو شهر.

وذكر بيان للمقاومة الإسلامية في العراق نشر على موقع الإعلام الحربي على تطبيق تليغرام أنه “نصرة لأهلنا في غزة وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح اليوم هدفا في أم الرشاش (إيلات) المحتلة”.

وأكدت المقاومة الإسلامية في العراق استمرارها في “دك معاقل العدو”، وهذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها أنها قصفت أهدافا إسرائيلية خلال الساعات الـ24 الماضية. وفي وقت سابق، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أنها ستبدأ الأسبوع المقبل مرحلة جديدة لنصرة فلسطين. وكان عضو المجلس السياسي لحركة النجباء الشيعية في العراق (( حيدر اللامي)) قد كشف في مقابلة مع ((وكالة الأنباء الألمانية)) النقاب عن تلقي الحركة رسائل تهديد وترغيب من الإدارة الأميركية عبر وسطاء لمنع توسيع دائرة الحرب في غزة.وقال “نحن لا نخشى التهديدات الأميركية، ماضون في عملياتنا مع الفصائل المسلحة الأخرى في المقاومة الإسلامية في العراق لمواجهة الثكنات والمصالح والأهداف الأميركية في العراق”.

تحليل وأستنتاج:- مع بدء الحرب في غزة في يوم السبت الموافق7/10/2023، انخرطت فصائل المقاومة الاسلامية في العراق في حراك سياسي وإعلامي واسع، للتعبير عن موقفها من هذه الحرب، وهي مواقف جاءت جزءاً من حرب إعلامية شنَّتها أطراف “محور المقاومة” ، عبر  بيانات عدة ، والتي توعدت ((إسرائيل)) بمزيد من التصعيد. ومع أن تلك الفصائل المسلحة العراقية أعربت منذ البداية عن دعمها العام لحركة حماس، إلاّ أن بياناتها أصبحت أكثر تشدداً في أعقاب تصاعد مظاهر الدعم العسكري والسياسي الأمريكي ((لإسرائيل)). إذ قال الأمين العام لكتائب “حزب الله” في العراق، ((أبو حسين الحميداوي))،”إن هجوم حماس سوف يمهد الطريق لتحقيق استراتيجية ردع ضد المحور الصهيوني الأمريكي”. في حين قال أمين عام “عصائب أهل الحق”، الشيخ قيس الخزعلي، إن الحركة تراقب الأحداث “مستعدين غير متفرجين”.ولم تُخفِ الفصائل العراقية سعادتها بالهجوم الذي نفذته حركة حماس، وأظهرت احتفاءً بهذا الهجوم في منابرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأجرى بعض قادة الفصائل اتصالات مع قادة “حماس” لإظهار الدعم لها في هذه المواجهة، حيث تحدث الامين العام ل”حركة النجباء” ، الشيخ أكرم الكعبي، مع ((إسماعيل هنية))، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وكذلك فعل الشيخ قيس الخزعلي، الامين العام لحركة “عصائب أهل الحق”.وبعد أن بدأت التحضيرات الإسرائيلية للهجوم على غزة، أصدر بعض هذه الفصائل تحذيرات بأنها سوف تتدخل في الصراع إذا تدخلت الولايات المتحدة الامريكية فيه بشكل مباشر دعماً ((لإسرائيل)). فقد حذَّر ((أبو آلاء الولائي))، الأمين العام لـ”كتائب سيد الشهداء”، من أن أي تدخل أمريكي مباشر في غزة لدعم  ((إسرائيل)) “سيحول الوجود الأمريكي برمته في المنطقة إلى أهداف مشروعة لمحور المقاومة”.

وبدوره حذَّر ((هادي العامري))، الامين العام ل”منظمة بدر”، من أنَّه “إذا تدخلوا، فسوف نتدخل… وسنعتبر جميع الأهداف الأمريكية مشروعة”. وأشار الشيخ أكرم الكعبي إلى أن أي تدخل من قبل الولايات المتحدة أو دول أخرى لدعم ((إسرائيل)) سوف يُقابَل بـ “رد عسكري حاسم”، وأضاف الكعبي أنه إذا ((وسّعت إسرائيل “ساحة المعركة”، فإنها ستقابل بـ”مُسيَّرات المقاومة وصواريخها”.وعكس استخدام الفصائل العراقية لطائرات مسيرة وصواريخ ذات قدرة تدميرية محدودة، وتجنُّبها استهداف السفارة الأمريكية كما كان يحصل في السابق، محاولة “محور المقاومة” ضبط تصعيده الحالي وتوظيفه عامل ضغط على السياسة الأمريكية بدلاً من تحويله إلى مواجهة مفتوحة. وبالتالي، فان الخطوات المقبلة تعتمد إلى حدٍّ كبيرٍ على مسار الأحداث في غزة وتطور العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك.

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية

jasimunis@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى