شؤون اقليمية

تحالف الخيبة والفشل

بقلم : عبدالملك سام

من المضحك اليوم ما نراه من مواقف أنظمة العمالة في منطقتنا عندما هللت وفرحت بالتحالف الامريكي “الجديد”، تحالف كبير ومرعب كما يتمنون، ولكن ما لا يفهمه هؤلاء الأقزام هو أن سر قوة حكومة اليمن وشعبه نابع من الأرتباط بالله في أتخاذ هذا الموقف الشريف والقوي مع القضية الفلسطينية، وعليه فنحن لا نشعر بالقلق حتى لو تم حشد كل شرار الأنس والجن، وحتى سكان المريخ – إذا وجدوا – ضدنا!

 

لو اجتمعت قوى الشر بأكملها لتخليص إسرائيل من اليمنيين فلن يحدث ذلك؛ فعقيدتنا مستمدة من إيماننا بأن أعدائنا على باطل، وأن الموقف الصحيح هو في مواجهة هذا الأجرام والتعنت، وأن الحلول السابقة باتت عقيمة ولا تؤدي إلى نتيجة سوى المزيد من أهدار الوقت والجهد مع عدو لا يفهم سوى أن بقاءه لا يتم إلا بأبادتنا؛ فكيف يريدون منا أن نواجه كل هذا الشر؟!

 

ثم أننا وصلنا إلى مرحلة قناعة تامة بأن أمريكا وإسرائيل ومن معهم لا يسعون لحل، وقد جربنا حربا شرسة معهم دارت رحاها لسنوات حتى لم يتبقى في جعبتهم ما يفاجئونا به، فلماذا سنخاف من وعيدهم ونحن بتنا على معرفة بنقاط ضعفهم كلها؟! وفي أي مواجهة قادمة ستكون خسائرهم أكبر بكثير مما يمكن أن نخسره، وحربهم الأقتصادية سترتد عليهم أضعافا مضاعفة في نتائجها خاصة بعد أن نحرق آبار النفط ونستنزف مواردهم الأقتصادية، وهم بالفعل لديهم من المشاكل ما يكفيهم، وقد كان حري بهم أن يتركوا لنا شيئا نخاف عليه، ولكن غطرستهم جعلتهم يتصرفون بحماقة حتى باتوا أكثر الخاسرين!

 

هذا التحالف “العريض” أعطانا شرعية لما كان وما سيكون؛ فهو أولا يعني أن من يستهدفهم بتحالف بهذا الحجم ليسو مجرد جماعة، بل شعب بأكمله. أما ما سيكون فهو أنهم سيعرضون أنفسهم وكل ما بنوه لعقود في مهب الريح! وكلنا يعرف ماذا يمكن أن نخسره في مقابل ما سيخسرونه بالتأكيد!

 

الناس قالوا لليمنيين أن الناس جمعوا لكم، فما كان رد اليمنيين إلا أن قالوا: فليكن.. الله معنا لأننا في موقف الحق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وهذا التحالف الأهوج سيؤدي إلى أشتعال المنطقة من تحت أقدام الأمريكيين وحلفائهم من صهاينة العرب، ونحن نرى أن هذا سيدفع بالكثير من الشعوب لتتمرد على الصلف الأمريكي، وسيكون فاتحة نصر لن يتوقف عند حدود حتى بعد طرد المحتلين والأنظمة العميلة، وحتى بعد زوال كيان إسرائيل من أرضنا ومقدساتنا.. والقادم أعظم.

 

يقول الله سبحانه في سورة الحشر: {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِ‌جْتُمْ لَنَخْرُ‌جَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَ‌نَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ○ لَئِنْ أُخْرِ‌جُوا لَا يَخْرُ‌جُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُ‌ونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُ‌وهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ‌ ثُمَّ لَا يُنصَرُ‌ونَ}.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى