نرى أن سياسة الأرض المحروقة التي يستخدمها الكيان المحتل ، وبأستشارة أمريكية واضحة ، هي لحفض ماء الوجه الصهيوني القبيح ، أمام النجاح الباهر الكبير الذي سطره أبناء المقاومة الاسلامية في غزة . الموضوع عبارة عن أنتقام مدمر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والذي يعكس الانهزامية الواضحة لدى جيش الاحتلال الصهيوني ، وخصوصاً بعد الفشل الذريع الذي منيت به الآلة العسكرية الصهيونية التي تحاول التوغل براً في القطاع . نعتقد بأن نهاية هذه المعركة الدموية ربما ستكون على شكل ثلاث سيناريوهات محتملة :
الأول : عقد هدنة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني بعد التفاوض على أطلاق سراح الاسرى لدى فصيل القسام الفلسطيني ، وربما بعض يسير من الأسرى في سجون الاحتلال ، وتعود الأمور الى نصابها الى ما قبل سبعة تشرين / أكتوبر ، ويتم ترميم ما تم استهدافه من بنى تحتية وبأموال خليجية لحفض ماء وجه أمراء البترول المتناغمين مع الأحتلال .
الثاني : هو إعادة تفعيل قرار حل الدولتين وهذا أسوء سيناريو محتمل كونه أعتراف واضح بشرعية الكيان الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة ، لأن ذلك خلاف ما يعتقده محور المقاومة الاسلامية في دول المحور ، علماً ان بعض الفصائل الفلسطينية ستوافق على هذا القرار سيء الصيت مثل منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها محمود عباس .
الثالث : هو أتساع دائرة الصراع وفتح جبهات جديدة للحرب مع الكيان ليشمل سوريا وأيران اضافة الى لبنان وفلسطين والعراق واليمن ، لتكون بذلك حرب أقليمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط والتي ستستخدم فيها جميع الأسلحة المتاحة ، بما فيها إغلاق المضائق البحرية ، وأيقاف إمدادات الطاقة البترولية للسوق العالمية ، وخصوصا بعد تصريح بعض القيادات العراقية مثل سماحة الشيخ همام حمودي رئيس المجلس الاعلى الإسلامي العراقي ، بأستخدام سلاح النفط العراقي بالضد من العدوان الصهيوني الامريكي . وهذه الاحتمالات بحسب المعطيات المنظورة حالياً .
لكن نقول ربما ستكون هناك معطيات جديدة في الساحة السياسية الدولية تفرض على المتحاربين ستراتيجيات جديدة قد تكون غير ما ذكرنا ، وخصوصا بعد السياسة الاميركية الصهيونية التي تحاول افراغ قطاع غزة من أهلها لأسباب جيوسياسية باتت معلومة للجميع . يقال بان التنقيبات الصهيونية قبال شاطيء غزة أكتشفت كميات هائلة من الغاز الطبيعي ، وربما هذا أحد الاسباب الرئيسية لتهجير سكان غزة الذين يشكلون تحدياً حقيقياً للتواجد الاحتلالي الصهيوني بتبنيهم المقاومة ضد الكيان . فقد أرهقتهم صواريخ القسام التي وصلت للعمق الاحتلالي الصهيوني في المدن الفلسطينية المحتلة .