التقطْنا تصاعدَ المتغيرات العالمية الإستراتيجية، من عام (2021)، وكنا قد ركزنا على تفكك حلف (النيتو)، وقيام بديله (أوكوس)، وتعاظم فرص التدهور الأميركي، وصولًا إلى ضرورة التغيير البنيوي في مجلس الأمن الدولي؛ فهذه الانهيارات والتغييرات البنيوية ضرورية لإقامة العالم الجديد، سنذكر هذه السلسلة من رصدنا وتحليلنا، المتعلقة بالتغيير البنيوي لمجلس الأمن الدولي فحسب، وكيف كنا أول من قدم هذه القراءة والتحليل، وبدأ الدعوات لهذا التغيير بعدنا تعلو:
1- دراستنا تحت عنوان: (انكسار القرن الأميركي وبزوغ الثريَّا آسيا)
في: 15-تشرين الثاني-2021
ذكرنا بها استشرافنا التالي:
(5-ثالثًا: مجلس الأمن الدولي، سيشهد تغييرًا بنيويًا في التأسيس، وسينهض اتحادٌ جديد تُشيِّدهُ قارة آسيا (منظمة شانغهاي للتعاون) لقيادة العالم بأنظمته: السياسية، المالية، الاقتصادية الجديدة، وهنا ينتهي (القرن القصير لمجلس الأمن) مثلما ينتهي (القرن القصير لأميركا) بالملازَمَة.)
2- دراستنا تحت عنوان: (بدأ مجلس الأمن الدولي غير المكافِئ للعالم الجديد يتغيَّر)
في: 24-تشرين الأول-2022
ذكرنا بها التالي:
(أبدى دميتري ميدفيديف (نائب رئيس مجلس الأمن الروسي) خمس ملاحظات بشأن الوضع الدولي. [نذكر الرابعة… ]
الملاحظة الرابعة: يمكن زيادة عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، لكن يجب صيانة سلطات الدول الأساس، وخلاف ذلك؛ ستواجه الأمم المتحدة أزمة في النظُم، وستواجه المنظمة مصير عصبة الأمم البائدة نفسه. ستكون البشرية قادرة على البقاء من دون الأمم المتحدة؛ إذ كان هذا هو الحال في الجزء الأكبر من التاريخ، ومع ذلك، فإن تدهور نظام القانون الدولي سيحصل حتمًا، وسيلجأ العالم مرة أُخرى إلى الترتيبات الأمنية الإقليمية والثنائية.)
3- قال الزعيم نوري المالكي (رئيس الوزراء السابق)، على قناة الشرقية الفضائية، يوم الأربعاء، الموافق: 29-آذار-2023؛ بخصوص تغيير مجلس الأمن الدولي:
(النظام الدولي الآن يفقد سيطرته على العالم، وأصبح حتمًا بحاجة إلى تطوير، وتقول بعض الدول بضرورة تطوير النظام، وكذلك تطوير مجلس الأمن، ودخول دول أخرى، (والفيتو) يجب أن يكون لأكثر من خمس دول؛ لأن دولًا مثل أفريقيا ليس عندها تمثيل في حق (الفيتو)، والهند لا تملك حق الفيتو… لذلك يجب أن تعاد عملية صياغة النظام الدولي الجديد؛ بفتح باب (الفيتو) التي تُتَّخذ في إطار مجلس الأمن.
يوجد توجُّه، بأن يكون الأعضاء الدائميون في مجلس الأمن الدولي؛ أكثر من خمسة أعضاء.)
4- قال الرئيس الروسي (فلاديمير بوتن)، في مرسوم السياسة الخارجية الجديدة لروسيا العظمى، يوم الجمعة، الموافق: 31-آذار-2023، من بين نقاط كثيرة، نذكر التالي:
في النقطة (6) تحت عنوان:
(تنطلق روسيا في مجال تعزيز السلم والأمن الدوليين، من عدم إمكان تجزئة الأمن الدولي -على الصعيدين العالمي والإقليمي-، وتسعى إلى ضمانه على قدم المساواة للدول جميعها؛ على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، على وفق الآتي:
6- إنشاء هيكل أمني دولي متجدد، ومنع النزاعات المسلحة الدولية والداخلية وحلها، ومواجهة التحديات والتهديدات العابرة للحدود، في مجالات معينة من الأمن الدولي.)
انتهى
تقويم :
1- مجلس الأمن الدولي سيتغيَّر بنيويًّا، أي: تدخل به بعض الدول أعضاءً دائمة، تتمتع بحق (الفيتو)، وقراءتنا الاستشرافية تقول إنَّ مِن الدول هي:
أولًا: الهند.
ثانيًا: الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ثالثًا: البرازيل.
رابعًا: دولة من قارة أفريقيا، الراجح (جنوب أفريقيا).
موعد هذا التغيير سيتسارع، بعد إعلان دول بريكس إنشاء عملة احتياط عالمية، في آب (2023).
2- يجب أن يكون للعراق دور محوري في العالم الجديد، فهو نافذة الخليج إلى البحر المتوسط، ومِن ثَمَّ إلى أقصى المغرب العربي، ومضيق جبل طارق؛ الذي يوصل إلى الأطلسي، وبعده إلى القارة اللاتينية والبحر الكاريبي، وهذه الخطوط أثرى من الخط الأوروبي، وتمنح العراق قوة خليجية جبَّارة.
3- يشارك العراق، في الخطة الاقتصادية الإستراتيجية بين: (روسيا وإيران والهند)، الخطة اسمها:
(International North–South Transport Corridor)، أي: (خط النقل الدولي شمال – جنوب)؛ للنقل البري والبحري، ليرتبط العراق بشبكة خط تجاري طولها (7200) كم، وهي ضمن المشروع الصيني (الحزام والطريق)